الأربعاء، ٢٧ سبتمبر : القدّيس أوغسطينُس
ما هو الفرق بين هذه العبارة: “كُلُّ خَطيئةٍ وتجديفٍ يُغفَرُ لِلنَّاس، وَأَمَّا التَّجْديفُ على الرُّوح، فلَن يُغفَر”، والعبارة التي نقرأها في إنجيل القدّيس لوقا: “وأَمَّا مَن جَدَّفَ على الرُّوحِ القُدُس، فلَن يُغفَرَ لَه” (لو 12: 10)، إلاّ أنّ الفكرة أُظهرَت بوضوح أكبر في العبارة الثانية، وأنّ الإنجيلي الثاني يفسِّر ما قاله الأوّل بدون أن ينقضه؟ في الواقع، فإنّ هذا التعبير “التَّجْديفُ على الرُّوح” يشوبه بعض الغموض لأنّ الرُّوح المقصود غير محدّد. لذا، أراد الربّ أن يزيل هذا الغموض، فأضاف: “وكُلُّ مَن قالَ كَلِمَةً على ابْنِ الإِنسان يُغفَرُ لَه”. بعد أن تحدَّث بصفة عامّة عن أنواع التجديف، أرادَ الرّب أن يحدِّد بشكلٍ خاصّ التجديف على ابن الإنسان الذي يُعرض في إنجيل يوحنّا على أنّه خطيئة خطيرة جدًّا، حيث نقرأ: “وهو، متى جاءَ أخْزى العالَمَ على الخَطيئِة والبِرِّ والدَّينونَة: أمّا على الخَطيئَة فَلأنّهم لا يؤمِنونَ بي” (يو 16: 8-9) أضاف المخلِّص قائلاً: “وأمّا مَنْ جَدَّفَ على الروحِ القُدُسِ فلَنْ يُغفَرُ لَه”. غير أنّ هذا لا يعني أنّ الرُّوح القدس أكثر أهميّة في الثالوث من الابن، وهذا خطأ لم يقترفه أحد، ولا حتّى الهراطقة.
maronite readings – rosary.team