الأربعاء، ٢٧ نوفمبر : القدّيس يوحنّا الثالث والعشرون
كلّما أعَدْتُ التفكيرَ في السرِّ الكبير لحياة الرّب يسوع الخفيّة والمتواضعة خلال سنواته الثلاثين الأولى، ازدادَ ذُهولي وافتَقَرْتُ إلى الكلمات المناسبة. إنّه الدليل بحدِّ ذاتِه: أمام هذا الدرس الساطِع، تبدو أحكام هذا العالم، لا بل وأحكام العديد من رجال الإكليروس وطريقتهم في التفكير خاطئة جدًّا ومُعاكِسَة تمامًا للحقيقة. من جهتي، أعترف بأنّني لم أتوصّل بعد إلى تكوين فكرة واضحة. وفقًا لمعرفتي بنفسي، يبدو لي إنّني أتمتّع فقط بظاهر التواضع. أمّا روحه الحقيقي، أي “حبّ الامِّحاء” الذي أظهرَه الرّب يسوع المسيح في الناصرة، فأنا لا أعرفُه سوى بالاسم. فبالرغم من أنّ الرّب يسوع المسيح أمضى ثلاثين سنة مُتوارِيًا عن الأنظار، وهو الله، “وبَهاءُ مَجْدِ الآب” (عب1: 3)، وقد تجسَّدَ لخلاص البشريّة، كما فعلَ ذلك ليُرينا أهميّة التواضع وليُعلِّمَنا كيفيّة عيشِه، بالرغم من ذلك تجِدني أنا، ذاك الخاطئ الكبير والبائس، لا أفكّر سوى في التمتّع بذاتي، وفي التمتّع بنجاحات قد تمنَحني القليل من المجد الأرضي. كما إنّي لا أستطيع أن أتخيّل الفكرة الأكثر قداسة بدون أن أقلقَ بشأن سُمعَتي أمام الآخرين… وفي نهاية المطاف، يبدو أنّني أجدُ صعوبة كبيرة في التكيُّف مع فكرة الامِّحاء الحقيقي، كما مارسَه الرّب يسوع المسيح وكما يُعلِّمني إيّاه.
maronite readings – rosary.team