الأربعاء، ٢٩ ديسمبر : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
إنّه لمِن العدل أن نحتفل بموت هؤلاء القدّيسين الأبرياء لأنّ ميتتهم كانت حقًّا ميتةً مقدّسة. عندما تُقرّبنا الأحداث من الرّب يسوع المسيح وعندما نتألّم من أجله، فهذا حتمًا امتياز لا يوصف مهما كان الألم، حتّى ولو لم نكن نعي على الفور بأنّنا نتألّم من أجله. لم يستطع الأطفال الصغار الّذين احتضنهم الرّب يسوع بين ذراعيه أن يفهموا حينها أيّ تنازل رائع كانوا هدفًا له. لكنّ ألم تكن هذه البرَكة من الربّ امتيازًا حقيقيًّا؟ كذلك، فإنّ مقتل أطفال بيت لحم كان بمثابة سرّ مقدس بالنسبة إليهم؛ كان ذلك عربونًا لحبّ ابن الله نحو الذين عاشوا ذلك الألم، وكلّ الذين اقتربوا منه تألّموا بشكل من الأشكال بفعل هذا الاتّصال، كما لو أنّ قوّة خفيّة كانت تنبثق منه، فتطهّر النفوس وتقدّسها من خلال آلام هذا العالم. وهذا كان حال الأطفال القدّيسين الأبرياء. حقًّا، إنّ حضور الرّب يسوع المسيح هو سرّ مقدّس: فكلّ أعماله ونظراته وكلامه تنقل النعمة – للّذين يقبلونها – وكم بالحري أولئك الذين يقبلون بأن يصبحوا تلاميذه. منذ بداية الكنيسة إذًا، كان يُعتبر ذلك الاستشهاد شكلاً من أشكال المعموديّة، معموديّة حقّة بالدم، لها الفعاليّة السريّة ذاتها التي هي لماء المعموديّة المجدِّدة. نحن إذًا مدعوّون أن نعتبر هؤلاء الأطفال الصغار شهداء، وأن نستفيد من شهادة براءتهم.
maronite readings – rosary.team