الأربعاء، ٢٩ مارس : القدّيس رافاييل أرناييز بارون
إنّ الله حاضر في القلب غير المتعلّق، كما في صمت الصلاة، وفي المعاناة كذبيحة إراديّة، كذلك في فراغ العالم ومخلوقاته. إنّه حاضر في الصليب، وما دمنا لا نحبّ الصليب، لن نرى الله أبدًا ولن نشعر به. أصمتوا أيّها الأشخاص الّذين لا ينفكّوا يضجّون. آه يا ربّ، كم أنا سعيدٌ في رياضتي الروحيّة، كم أحبّك في عزلتي، كم أريد أن أهديك ما لم يعد عندي، لأنّي أعطيتُك كلّ شيء. سَلني يا ربّ. ماذا يمكنني أن أعطيكَ؟ جسدي؟ أنت تملكه، إنّه لكَ. نفسي؟ إلى من تتوق نفسي إن لم يكن إليكَ يا ربّ حتّى تنتهي بأخذها في النهاية. إنّ قلبي هو عند أقدام مريم، باكيًا من الحب، ولا يريد أي شيء غيرك. إراداتي: هل تراني أرغب، يا ربّ، فيما لا ترغبه؟ قُله لي؛ قُل لي، يا ربّ، ما هي إرادتك فأوحّدها بإراداتي. أحبّ كلّ ما ترسله إليّ وتعطيني إيّاه، الصحّة كما المرض، أن أكون هنا أو هناك، أن أكون شيئًا أو أن أكون شيئًا آخر. حياتي، خذها يا ربّ، متى تريد. كيف لا يمكنني أن أكون سعيدًا هكذا؟ يا ليت العالم والأشخاص يعرفون. لكنّهم لن يعرفوا أبدًا: إنّهم منشغلون بمصالحهم، قلبُهم مليء بكلّ ما ليس الله. يعيش العالم من أجل نهاية أرضيّة؛ يحلم الأشخاص بهذه الحياة الّتي تحوي الأباطيل، وبذاك لا يستطيعون أن يجدوا الفرح الحقيقيّ الّذي هو حبّ الله. لربّما نصل إلى فهم هذه السعادة، ولكن لاختبارها، قليلون هم، حتّى من المكرّسون، من ينكرون ذاتهم ويحملون صليب الرّب يسوع (راجع مت 16: 24). يا ربّ، كم هي الأمور الّتي تسمح بها! إنّ حكمتك تعرف ما تفعله. أنا، أَمسِك بيدي، ولا تسمح لرجلي بالانزلاق، لأنّه من يأتي إلى مساعدتي غيرك؟ وإن “لم تبنِ المنزل” (راجع مز 127[126]: 1)… آه، يا ربّ، كم أحبّك! إلى متى يا رب؟
maronite readings – rosary.team