الأربعاء، ٣٠ أغسطس : القدّيس باسيليوس
يذكّرني وضع هذا الشاب الغني وأمثاله بقصّة مسافرٍ رغب في أن يزور مدينة فوصل إلى أسوارها ووجد هناك فندقًا فنزل فيه؛ غير أنّ الخطوات الأخيرة المتبقّية لدخول المدينة أحبطته فخسر فائدة كلّ عنائه في السفر وامتنع عن مشاهدة جمال المدينة. هكذا هم الذين يلتزمون بالوصايا لكنّهم يثورون على فكرة فقدان خيراتهم. أعرف الكثير من الناس الذين يصومون ويصلّون ويقومون بالإماتات تكفيرًا عن ذنوبهم ويحسنون القيام بكلّ أعمال التقوى غير أنّهم لا يتصدّقون بأي عطيّة للفقراء. فماذا تفيدهم الفضائل الأخرى إذًا؟ لن يدخل هؤلاء إلى ملكوت السماوات حسبما أكّد الربّ يسوع حين قال: “يا بَنِيَّ، ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ الله! ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ اللهِ على ذَوِي المال فَلأَن يَدخُلَ الجَمَلُ في ثَقْبِ الإِبرَة أَيسَرُ مِن أَن يَدخُلَ الغَنِيُّ مَلَكوتَ الله”. الكلام واضح وكاتبه لا يكذب لكنّ قلّة هم مَن يؤثّر فيهم هذا الكلام. تسمعهم يصرخون: كيف سنعيش عندما نتجرّد من كلّ شيء؟ أي حياة سنعيش عندما نبيع كلّ شيء ولا يعود لنا من ممتلكات؟ لا تسألوني ما هو المخطّط العميق وراء وصايا الله لأنّ من وضع شرائعنا يتقن أيضًا فنّ الجمع بين المستحيل والشريعة.
maronite readings – rosary.team