الأربعاء، ٣١ يناير : القدّيس أوغسطينُس
بعد أن كانت النّعمة تبدو وكأنّها محجوبة في العهد القديم، ها هي تظهر كليًّا للعيان في إنجيل الرّب يسوع المسيح بفضل ترتيب متناغم للأزمنة، تمامًا كما يقوم الله عادةً بترتيب كلّ شيء بشكل متناغم… ولكنّ هذا التّناغم الرائع ينطوي على اختلاف كبير بين حقبتين. في سيناء، لم يكن الشعب يتجرّأ على الاقتراب من المكان الذي كان الله يعطي فيه شريعته. أمّا في العليّة، فقد حلّ الرُّوح القدس على المجتمعين الذين كانوا ينتظرون تحقّق الوعد (راجع خر 19: 23؛ أع 2: 1). في البداية، نقش الله بإصبعه شريعته على لوحَين من حجر، وها هو الآن يكتبها في قلوب من لحم (راجع خر 31: 18؛ 2كور 3: 3). في الماضي، كانت الشريعة تُكتَب خارجًا وكانت توحي بالخوف للخطأة؛ أمّا اليوم، فهي تُعطى لهم داخليًّا لتجعلهم أبرارًا… فكما قال بولس الرسول، كلّ ما هو مكتوب على لوحَي الحجر: “لا تَزْنِ، لا تَقتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشتَهِ” وسِواها مِنَ الوَصايا، مُجتَمِعةٌ في هذِه الكَلِمَة: “أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ”. “فالمَحبَّةُ لا تُنزِلُ بِالقَريبِ شرًّا، فالمَحبَّةُ إِذًا كَمالُ الشَّريعة” (رو 13: 9؛ لا 19: 18)… وهذه المحبّة “أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا” (رو 5: 5).
maronite readings – rosary.team