الأربعاء، ٣١ يوليو : بودوان دو فورد
“فإنَّ اللهَ أحبَّ العالَمَ حتَّى إنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد” (يو 3: 16). وقد “قُدّم” هذا الابن الوحيد ليس لأنّ أعداءه قد انتصروا، بل “لأنّه شاء ذلك بنفسه” (راجع إش 53: 10-11). “لقد أحَبَّ خاصّتَه الذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم إلى أقصى حُدودِه” (يو 13: 1). وأقصى الحدود هي الموت الذي رضي به من أجل الذين أحبّهم؛ هذا هو أقصى حدود الكمال كلّه، وأقصى حدود الحبّ الكامل لأنّه “لَيسَ لأحَدٍ حُبٌّ أعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أحِبّائِه” (يو 15: 13). إنّ محبّة الرّب يسوع المسيح كانت، بموته، أكثر قوّة من كره أعدائه؛ فالكراهية استطاعت أن تفعل فقط ما سمح لها به الحبّ. فيهوذا، أو أعداء الرّب يسوع المسيح، قد سلّموه إلى الموت بفعل كراهية شرّيرة. إنّ الآب قد أسلم الابن والابن جادَ بِنَفْسِه بحبّ (راجع رو8: 32؛ غل2: 20). غير أنّ الحبّ ليس مذنبًا بعمل الخيانة، بل هو بريء حتّى عندما مات الرّب يسوع المسيح بسبب هذا الحبّ. لأنّ الحبّ وحده يمكنه أن يفعل ما يشاء. الحبّ وحده قادر على اكراه الله وإسداء الأوامر مثله. الحبّ هو مَن أنزل الله من السماوات وسمّره على الصليب، وهو مَن أهرق دم الرّب يسوع المسيح من أجل مغفرة الخطايا، وذلك من خلال عمل بريء بقدر ما هو خلاصي. فكلّ شكر نقدّمه من أجل خلاص العالم يكون بدافع من الحبّ. وهذا الحبّ يدفعنا بمنطق ملزم إلى أن نحبّ المسيح بقدر ما كرهه الآخرون.
maronite readings – rosary.team