الأربعاء، ٣ مايو : القدّيس أوغسطينُس
إنّ إدارة الكون هي بالحقيقة أعجوبة أكبر من إشباع خمسة آلاف رجلٍ بواسطة خمسة أرغفة. بيد أنّ أحدًا لا يندهش من ذلك (أي من إدارة الكون)، في حين أنّنا نُفتَتَن أمام أعجوبة أقلّ أهميّة لأنّها تخرج عن المألوف. فمَن يا تُرى هو ذاك الذي لا يزال يُطعم اليوم أيضًا العالم غير ذلك الذي، بواسطة بضعة حبوب، يُنبِتُ الغلال؟ لقد فعل الرّب يسوع المسيح إذًا ما فعله الله. لقد استطاع تكثير خمسة أرغفة في يده، مستخدمًا قدرته في مضاعفة الغلال من خلال بعض الحبوب. لأنّ القدرة كامنة بين يديّ الرّب يسوع المسيح، وهذه الأرغفة الخمسة كانت كبذار كثّرَها خالق الأرض بدون إيداعها الأرض. لقد وضعَ هذا العمل إذًا أمام حواسنا كي يرفعَ روحنا… وهكذا أصبح بإمكاننا النظر بإعجاب إلى “ما لا يَظهَرُ مِن صِفاتِه، أي قُدرَتُه الأزَلِيّة وأُلوهَتُه، الظاهرة لِلبَصائِرِ في مَخلوقاتِه” (رو 1: 20). بعد أن اهتدَينا إلى الإيمان وتنقَّينا به، يمكننا حتّى أن نتوق إلى النظر، بدون أعيُن الجسد، إلى الكائن غير المنظور الذي نعرفه من خلال المنظور… فالرّب يسوع أتى بهذه الآية حتّى يُظهرَ ذاته للمُتواجدين هناك، فوضَعوها كتابةً حتّى تصلَ إلينا. ما فعَلَتْه الأعيُن لهم، يفعَلُه الإيمان لنا. كذلك أيضًا، نحن نعترف في قرارة أنفسنا بما لم تَستطعْ أعينُنا أن تراه وقد تلقّينا أجمل إطراء، لأنّه عنّا قد قيل: “طوبى للذينَ آمنوا ولم يَروا” (يو20: 29).
maronite readings – rosary.team