الأربعاء، ٦ ديسمبر : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
يبدو لي أن ما حصل بين الرّب يسوع و”رئيس العشّارين” في أريحا يشبه، بجوانب مختلفة، الاحتفال بسرّ الرحمة، سرّ المصالحة… إنّ كلّ لقاء لكاهن مع مؤمن يطلب الاعتراف… يمكنه أن يكون دائمًا، بنعمة الله المذهلة، هذا “المكان” القريب من شجرة الجمّيز حيث رفع الرّب يسوع المسيح عينيه نحو زكّا. لا يمكننا قياس درجة اختراق نظرة الرّب يسوع لنفس عشّار أريحا؛ لكنّنا نعرف أن هذه النظرة هي نفسها التي تحدّق في كلّ تائب. في سرّ المصالحة، الكاهن هو أداة لقاء يفوق الطبيعة له قوانينه الخاصّة، وعلى الكاهن فقط أن يحترمها ويؤكّد عليها. كان ذلك لزكّا اختبارًا مؤثرًا بأن يسمع شخصًا يناديه باسمه. فقد كان هذا الاسم بالنسبة لكثير من مواطنيه مُحَمَّلاً بالكره. الآن، هو يسمعه بلهجة محبّة، لا تعبّر فقط عن الثقة، لكن عن الألفة والإصرار على الصداقة. نعم، لقد تكلّم الرّب يسوع مع زكّا كما لو أنه صديق قديم، ربّما مَنْسي، لكنّه لم يتخلَّ عن أمانته، فدخل إذًا بإصرار ومحبّة في حياة ومنزل الصديق الذي وجده مجدّدًا: “يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ”. إن صيغة اللغة – في نص لوقا – شديدة الوضوح: فكلّ شيء شخصي، ودقيق ومُحِبّ! فالأمر لا يتعلّق فقط بسمات إنسانيّة مؤثّرة. ففي النص إصرار حقيقيّ، يُظهِر الرّب يسوع من خلاله رحمة الله بشكلٍ قاطع.
maronite readings – rosary.team