الأربعاء، ٦ مارس : القدّيس أوغسطينُس
عندما أتى الرّب يسوع إلى ههنا من دنيا أخرى، لم يجد سوى ما هو موجود بكثرة: الألم والأوجاع والموت. هذا ما لديك وهذا ما يوجد هنا بكثرة. لقد أكل معك ممّا هو متوفّر بكثرة في بيت شقائك الفقير وشرب الخلّ وذاق المرّ (راجع يو 19: 29)، وهذا ما وجده في بيتك الفقير. لكنّه دعاك إلى مائدته العظيمة، مائدة السماء، مائدة ملائكته حيث هو الخبز (راجع يو 6: 34). حين دخل إلى منزلك الفقير ووجد فيه التعاسة، لم يأنف من الجلوس إلى مائدتك كما هي، ووعدك بمائدته… لقد أخذ تعاستك وسيعطيك سعادته. نعم، سيعطيك سعادته، فهو وعدنا بحياته. وما حقّقه لا يصدق أيضًا، فقد أعطانا موته كضمانةٍ لنا، وكما عندما قد يقول لنا: “أدعوكم إلى حياتي، حيث لا أحد يموت، وحيث السعادة الحقيقيّة، وهناك القوت لا يفسد بل يتجدّد، ولا ينقص بل يملأ كلّ شيء. هذا ما أدعوكم إليه: إلى بلاد الملائكة وصداقة الآب والرُّوح القدس، إلى وليمة أبديّة، إلى صداقتي الأخويّة. وفي النهاية، أدعوكم إلى ذاتي، إلى حياتي الخاصّة. ألا تريدون أن تؤمنوا بأنّني سأعطيكم حياتي؟ خذوا موتي شاهدًا لكم”.
maronite readings – rosary.team