الأربعاء، ٨ مايو : القدّيس أوغسطينُس
تعرف الكنيسة نمطيّ حياة أوصى بهما الله ومجّدهما. الحياة الأولى هي بالإيمان، والثانية هي بالرؤية؛ الأولى في رحلة الزمن، والثانية في البيت الأبدي. الأولى في العمل، والثانية في الراحة؛ الأولى على الطريق والثانية في الموطن؛ الأولى في العمل الدؤوب، والثانية في ثمرة التأمّل. يرمز الرسول بطرس إلى الحياة الأولى، بينما يرمز يوحنّا إلى الحياة الثانية… غير أنّهما ليسا الوحيدين اللذين أدركا هذه الحقيقة، بل الكنيسة مجتمعة وهي عروس الربّ يسوع المسيح، هي التي يجب أن تُخلَّص من تجارب هذه الحياة الأرضيّة وأن تبقى في النعيم الأبدي. يرمز القدّيسان بطرس ويوحنّا كلّ بدوره إلى واحدة من هاتين الحياتين، لكنّهما أمضيا معًا الحياة الأولى في الزمن وبفضل الإيمان؛ وسينعمان معًا بالحياة الثانية في الأبدية بفضل الرؤية. فقد تلقّى بطرس مفتاح ملكوت السّموات، مع سلطة ربط وحلّ الخطايا (راجع مت 16: 19)، وذلك ليقود القدّيسِين المُجتمِعِين في جسد الرّب يسوع المسيح ويسير بهم وسط عواصف هذا العالم. كما سمح الرَبّ يسوع ليوحنّا بأن يميل على صدره (راجع يو13: 23 + 25) من أجل القدّيسِين أجمعين، ومن أجل أن يسمح لهم بالدخول إلى أعماق حياته الشخصيّة. فالقدرة على ربط الخطايا وحلّها لا تقتصر على بطرس وحده، بل تمتدّ إلى الكنيسة كلّها؛ ولم يكن يوحنّا الوحيد الذي نهل من محبّة الرّب يسوع – الكلمة الذي كان منذ البدء عند الله (راجع يو 1: 1) – إنّما الرّب يسوع بذاته سكب إنجيله أمام البشريّة جمعاء لينهل منه كلّ واحد وفقًا لقدرته.
maronite readings – rosary.team