الأربعاء، ٩ مارس : القدّيس يُسطينُس
اسمح لي بأن أستشهد بمزمور ألهمه الرُّوح القدس لداود. أعلم بأنّك ستقول لي إنّ هذا المزمور يعود لسليمان، ملككم، لكنّه يعود أيضًا للرّب يسوع: “أللَّهُمَّ، هَب لِلمَلِكِ حُكمَكَ” (مز72 [71]: 1). ستقول لي أيضًا إنّ هذا المزمور يتكلّم عن سليمان لأنّ هذا الأخير أصبح ملكًا، لكنّ كلمات المزامير تشير بوضوح إلى ملك أبدي، أي المسيح. لأنّ الرّب يسوع قد أعلن لنا ملكًا، وكاهنًا، وإلهًا، وربًّا، وملاكًا، وإنسانًا، ورئيسًا كبيرًا، وصخرةً، وطفلاً وليدًا، وكرجل أوجاعٍ في البداية، ثمّ إنسانًا صاعدًا إلى السماء ثمّ عائدًا بمجد ملوكي أبدي… “أللَّهُمَّ، هَب لِلمَلِكِ حُكمَكَ ولاْبنِ المَلِكِ عَدلَكَ فيَقضِيَ بِالبِرِّ لِشَعبِكَ وبِالإنصافِ لِوُضَعائكَ. جَميعُ المُلوكِ لَه يَسجُدون وكلّ الأمَمِ لَه يَخدُمون” (مز 72[71]: 1-2+11)… لقد كان سليمان ملكًا عظيمًا؛ إنّه هو مَن بنى البيت الذي يسمّى هيكل أورشليم في عهد ولايته. لكن من الواضح أنّ ما قيل في المزمور لم يحصل معه. فلم يسجد له جميع الملوك، ولم يحكم إلى أقاصي الأرْض، ولم ينحنِ أعْداؤه يَلحَسون الترابَ… ليس سليمان “ملك المجد” (راجع مز24[23]:10)، بل الرّب يسوع هو كذلك. وبعد قيامته من الموت وصعوده إلى السماء، أعطي الأمر للأمراء في السماء لفتح أبوابها، لكي يدخل “من هو ملك المجّد” ويصعد فيجلس عن يمين الله، حتّى يجعل الأعداء موطئًا لقدميه، كما أشير لذلك في مزامير أخرى (راجع مز 24[23] ومز 110[109]). لكن عندما رآه أمراء السماء “لا صورَةَ لَه ولا بَهاءَ… ولا مَنظَرَ” (راجع إش 53: 2)، لم يعرفوه وتساءلوا: “مَن هذا مَلِكُ المَجْد؟” (راجع مز24[23]: 8). فأجابهم الروح القدس: “رَبُّ القوّاتِ هو مَلِكُ المَجْد”. مهما كان عظيمًا شأن سليمان في ملكه، فإنّنا هنا نستطيع التأكيد أنّ قول المزمور “مَن هذا مَلِكُ المَجْد؟” لم يكن عنه أبدًا…
maronite readings – rosary.team