الاثنين، ١٢ يونيو : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
إنّ الرّب يسوع المسيح هو حقًّا معنا بأي طريقة كان ذلك. فهو قد قال: “هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم” (مت 28: 20) … قد تميلون إلى إعطاء التّفسير التّالي لذلك: “أنّ الرّب يسوع قد عاد، لكن بالرُّوح؛ روحه هو الذي عاد مكانه؛ وعندما يُقال أنّه معنا، فهذا يعني فقط أنّ روحه معنا”. ولا يمكن لأحد بالطبع أن ينكر أنّ الرُّوح القدس أتى؛ لكن لماذا أتى؟ هل ليحلّ محلّ غياب الرّب يسوع المسيح أم ليحقّق حضوره؟ لا شكّ في أنه أتى ليجعله حاضرًا. لا نفترضنّ أبدًا أنّ الله الروح القدس يمكنه أن يجيء بحيث يبقى الله الابن بعيدًا. كلاّ، لم يأتِ الرّوح لكيلا يأتي المسيح، إنّما بالأحرى قد أتى لكي يتمكّن الرّب يسوع المسيح من أن يأتي من خلال مجيء الرُّوح. إنّنا، بالرُّوح القدس، ندخل في اتّحاد مع الآب والابن… لقد كتب القدّيس بولس في رسالته إلى أفسس: “وبِالمسيحِ أَنتُم أَيضًا تُبنَونَ معًا لِتَصيروا مَسكِنًا للهِ في الرُّوح… (أف 2: 22) “لِهذا أَجْثو على رُكبَتَيَّ لِلآب… وأَسألُه أَن يَهَبَ لَكم، على مِقدارِ سَعَةِ مجْدِه، أَن تَشتَدُّوا بِروحِه، لِيَقْوى فيكمُ الإنسانُ الباطِن، وأَن يُقيمَ المسيحُ في قُلوبِكم بالإيمان” (أف 3: 14+16-17). فالرُّوح القدس يوقظ والإيمان يستقبل سُكنى الرّب يسوع في القلب. وبالتالي، لا يحلّ الرُّوح مكان الرّب يسوع في النفس، إنّما يؤمّن هذا المكان للمسيح. إذًا، فإنّ الرُّوح القدس يتكرّم بأن يأتي إلينا لكي بمجيئه، يستطيع الرّب يسوع المسيح أن يأتي إلينا، ليس بالجسد أم بشكل مرئي، إنّما بأن يحلّ في قلوبنا. وهكذا يكون حاضرًا وغائبًا في الوقت نفسه؛ غائب لأنّه ترك الأرض؛ وحاضر لأنّه لم يترك النفس الأمينة؛ أو، كما قال بنفسه: “بعدَ قَليلٍ لَن يَراني العالَم. أمّا أنتُم فسَتَرونَني” (يو 14: 19).
maronite readings – rosary.team