الاثنين، ١٣ فبراير : كتاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر
“لأَنَّه لَيسَ لَنا هُنا مَدينةٌ باقِيَة” (عب 13: 14). حيثما أنت، فإنّك لست سوى ضيف أو عابر سبيل، ولن يكون لك السلام أبدًا ما لم تكن متّحدًا اتّحادًا حميمًا مع الرّب يسوع المسيح. ما الذي تبحث عنه من حولك؟ إنّ مكان راحتك ليس ههنا. مسكنك هو في السماء ولا شيء على هذه الأرض هو لك. كلّ شيء يزول وسوف تزول أنت أيضًا مع كلّ ما من حولك. احذر إذًا أن تتعلّق بأيّ شيء كان، لأنّك سوف تُؤخذ وتهلك. اسمح لأفكارك بأن تتحوّل إلى العليّ من دون توقّف وأن ترتفع صلاتك نحو الرّب يسوع المسيح. إن كنت لا تعرف كيف تتأمّل في عمق الأسرار السماويّة، استرخِ في آلام الرّب يسوع واعشق أن تختبئ داخل جراحاته المقدّسة لأنّك، إن كنت تلجأ إلى جروح وندوب الرّب يسوع، فإنّك تجد لنفسك الراحة في المحنة. لن تخشى احتقار البشر لك وستتحمّل بسهولة انتقاداتهم. في هذا العالم، كان الرّب يسوع مُحتقرًا من البشر، وفي حزنه الشديد، تخلّى عنه أصدقاؤه والمقرّبون إليه وسُلِّم إلى العار. أراد الرّب يسوع المسيح أن يتألّم وأن يكون موضع احتقار… فكيف تجرؤ انت على الشكوى من أدنى معاكسة؟ إن أردت أن تملك مع الرّب يسوع المسيح، فعِـش معه وله. ولو كنت قادرًا، مرّة واحدة، أن تدخل إلى قلب الرّب يسوع، ولو استطعت أن تشعر بحبّه الشديد، فلن تقلق أبدًا ممّا يمكن أن يجعلك سعيدًا أو تعيسًا، بل سوف تفرح عند الإذلال لأنّ حبّ البشر للرّب يسوع يسمح لهم أن يحتقروا كلّ شيء. إنّ مَن يحبّ الرّب يسوع ويحب الحقيقة ومَن نجح في التحرّر من كلّ عاطفة منجرفة، يتمكّن من الاقتراب من الله بحريّة، ويرتفع بنفسه فوق حالته الرَّاهنة، ويتذوّق السعادة الأبديّة بالرّب يسوع. إنّ كلّ مَن يحكم على الأمور من خلال ما تستحقّه من حكم حقًّا وليس من خلال كلمات الناس وظنونهم، لهو حقًّا حكيم ومتعلّم من الله.
maronite readings – rosary.team