الاثنين، ١٣ مايو : بروكلس القسطنطينيّ
في أورشليم، صاحت الحشود: “هوشعنا في الأعالي. مباركٌ الآتي باسم الربّ، ملك إسرائيل” (راجع مر11: 10). أنّه لحسن أن نقول “الآتي”، لأنّه يأتي باستمرار ولا يتركنا أبدًا: “الرَّبّ قَريبٌ مِن جَميعِ الَّذينَ يَدْعونَه مِن جَميعِ الَّذينَ بِالحَقِّ يَدْعونَه. تباركَ الآتي باسم الربّ” (راجع مز145[144]: 18؛ 118[117]: 26). الملك الطيّب والمسالم يقف على بابنا… الجنود هنا في الأسفل، والملائكة في السماء، والبشر والخالدون… كانوا يصرخون: “مباركٌ الآتي باسم الربّ، ملك اسرائيل”. لكنّ الفرّيسيّين وقفوا جانبًا (يو 12: 19)، وكان الكهنة غاضبين. كانت تلك الأصوات التي تنشد حمد الله تدوّي بدون توقف: الخليقة كلّها كانت مبتهجة… لهذا السبب، في هذا اليوم، قام بعض اليونانيّين المندفعين بعد سماع تلك الأناشيد الرائعة لتكريم الله بحماسة، بالاقتراب من الرسول الذي يدعى فيلِبُّس وقالوا له: “يا سَيِّد، نُريدُ أَن نَرى يسوع”. انظروا، إنّ الحشد كلّه لعب دور البشير وحثّ اليونانيّين على الارتداد. على الفور، توجّه هؤلاء إلى تلاميذ الرّب يسوع المسيح: ” نُريدُ أَن نَرى يسوع”. هؤلاء الوثنيّون تشبّهوا بزكا، لكنّهم لم يصعدوا على الجميزة [لرؤية الرّب يسوع]، بل سارعوا إلى الارتفاع نحو معرفة الله (راجع لو 19: 3). “نُريدُ أَن نَرى يسوع”: لا لتأمّل وجهه، بل لحمل صليبه. لأنّ الرّب يسوع رأى رغبتهم وأعلن بصراحة لأولئك الذين كانوا هناك: “السَّاعَةُ الَّتي فيها يُمَجَّدُ ابنُ الإِنسان”، معتبرًا أنّ ارتداد الوثنيّين هو هذا المجد. وأطلق على الصليب اسم “المجد”. لأنّه من ذلك اليوم حتّى يومنا هذا، يتمجّدَ الصليب؛ فبالفعل، هذا الصليب هو الذي لا يزال يكرّس الملوك، ويزيّن الكهنة، ويحرس العذارى، ويعضد الزاهدين، ويشدّ الروابط بين الزوجين ويقوّي الأرامل. الصليب هو الذي يمنح الكنيسة الخصوبة، وينير الشعوب، ويحافظ على الصحراء ويفتتح الجنّة.
maronite readings – rosary.team