الاثنين، ١٣ يونيو : القدّيس بِرنَردُس
متى جاء المخلّص؟ هو لم يأتِ في بداية الزمان، ولا في وسطه، بل في مِلئِهِ. هو لم يفعل ذلك دون سبب. إنّما كان ذلك بكلّ حكمة، إذ ارتأت الحكمة الإلهيّة التي لم تكن تجهل طبيعة أبناء آدم المائلة إلى الجحود ونكران الجميل، ألاّ تقدّم معونتها الأولى إلاّ عندما يصبح الإنسان بأمسّ الحاجة إليها. في الواقع، كما ورد في الكتاب المقدّس، “قد حانَ المَساءُ ومالَ النَّهار”، وكادت “شَمْسُ البِرِّ” تتوارى (راجع لو 24: 29، ملا 3: 20)؛ ولم تعد تنشرُ في الأرض سوى نورًا خجولاً وحرارة خفيفة. وبالتالي، تضاءل نورُ معرفةِ الله، وفترت المحبّةُ نتيجةَ تزايدِ الآثام (راجع مت 24: 12). لم تعد الملائكة تظهر، ولم يعد الأنبياء يعلنون أقوالاً نبويّة. انتهى كلّ ذلك كما لو انتصر اليأس أمام القسوة الشديدة التي أصابت قلوبَ البشر وعنادهم. عندها، جاء ابنُ الله ليقول: “قُلتُ: هاءَنَذا آتٍ” (مز 40[39]: 8). “نعم، بَينَما كان صَمتٌ هادِئٌ يُخَيّمُ على كُلِّ شيَء وكانَ اللَّيلُ في مُنتَصَفِ مَسيرِه السَّرج، هَجَمَت كَلِمَتُكَ القَديرةُ مِنَ السَّماءِ مِنَ العُروشِ المَلَكِيًة” (حك 18: 14). كما قال الرّسول بولس: “فلَمَّا تَمَّ الزَّمان، أَرسَلَ اللهُ ابنَه” (غل 4: 4).
maronite readings – rosary.team