الاثنين، ١٤ أبريل : أوريجينُس

قَدْ نَعْتَقِدْ أَنَّهُ مِنَ ٱلسُّخْفِ أَنْ يُسْأَلَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ بِأَيِّ سُلْطَانٍ يَعْمَلُ هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالَ، لِأَنَّهُ كَانَ مُسْتَحِيلًا أَنْ يُجِيبَ بِأَنَّهُ يَعْمَلُهَا بِٱسْمِ ٱلشَّيْطَانِ. حَتَّىٰ “ٱبْنُ ٱلْهَلَاكِ” (٢تس ٢: ٣) نَفْسُهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُجِيبَ بِأَنَّهُ يَتَصَرَّفُ بِسُلْطَانِ ٱلشَّيْطَانِ، بِٱلرَّغْمِ مِنْ صِحَّةِ هٰذَا ٱلْكَلَامِ. هَلْ نَقُولُ إِنَّ عُظَمَاءَ ٱلْكَهَنَةِ لَمْ يَطْرَحُوا عَلَيْهِ هٰذَا ٱلسُّؤَالَ سِوَىٰ لِإِخَافَتِهِ: “بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَعْمَلُ هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالَ؟ وَمَنْ أَوْلَاكَ هٰذَا ٱلسُّلْطَانَ؟”؟ وَلٰكِن، لِمَاذَا أَجَابَ ٱلْمُخَلِّصُ قَائِلًا: “وَأَنَا أَسْأَلُكُمْ سُؤَالًا وَاحِدًا، إِنْ أَجَبْتُمُونِي عَنْهُ، قُلْتُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَعْمَلُ هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالِ”؟ هٰذَا هُوَ ٱلتَّفْسِيرُ ٱلْمُمْكِنُ لِهٰذِهِ ٱلْفَقْرَةِ. عَادَةً، نُمَيِّزُ بَيْنَ سُلْطَتَيْنِ مُتَنَاقِضَتَيْنِ؛ وَاحِدَةٌ تَأْتِي مِنَ ٱللّٰهِ، وَأُخْرَىٰ مِنْ إِبْلِيسَ… هٰكَذَا، لَمْ تَكُنِ ٱلسُّلْطَةُ نَفْسُهَا هِيَ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ٱلْأَنْبِيَاءَ حِينَ كَانُوا يَقُومُونَ بِٱلْمُعْجِزَاتِ، بَلْ هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةُ كَانَتْ مُخْتَلِفَةً بِٱخْتِلَافِ ٱلْأَنْبِيَاءِ. رُبَّمَا كَانَتْ هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةُ أَقَلَّ نُفُوذًا فِي ٱلْأُمُورِ ٱلْقَلِيلَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ، وَأَكْثَرَ نُفُوذًا فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلْبَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. لِذٰلِكَ، عِنْدَمَا رَأَىٰ عُظَمَاءُ ٱلْكَهَنَةِ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ يَقُومُ بِتِلْكَ ٱلْمُعْجِزَاتِ كُلِّهَا، أَرَادُوا أَنْ يَعْرِفُوا مِنْهُ نَوْعَ ٱلسُّلْطَانِ ٱلَّذِي يَعْمَلُ بِهِ وَطَبِيعَتَهُ. أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ قَامُوا بِٱلْمُعْجِزَاتِ، كَانُوا قَدْ بَدَأُوا بِسُلْطَةٍ مُحَدَّدَةٍ، ثُمَّ حَصَلُوا عَلَىٰ سُلْطَانٍ أَكْبَرَ مَعَ تَقَدُّمِ مَسِيرَتِهِمْ؛ لٰكِنْ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمُخَلِّصِ، فَقَدْ عَمِلَ مُعْجِزَاتِهِ كُلَّهَا بِٱلسُّلْطَانِ ٱلْوَاحِدِ ٱلَّذِي نَالَهُ مِنْ أَبِيهِ. وَلٰكِنَّ عُظَمَاءَ ٱلْكَهَنَةِ لَمْ يَكُونُوا جَدِيرِينَ بِسَمَاعِ أَسْرَارٍ كَهٰذِهِ. لِذٰلِكَ، رَفَضَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ أَنْ يُجِيبَهُمْ، بَلْ عَلَى ٱلْعَكْسِ، قَامَ هُوَ بِطَرْحِ ٱلْأَسْئِلَةِ عَلَيْهِمْ.
maronite readings – rosary.team