الاثنين، ١٥ أبريل : المجمع الفاتيكانيّ الثاني
لقد أعدَّ الله بحلمه الفائقِ ما كان قد أوحى به لخلاصِ جميعِ الأممِ كي يدومَ بكُلِّيَتِهِ مدى الدَّهر، ويُسَلَّمَ للأجيالِ كلّها. ولهذا فإنّ الرَبّ يسوع المسيحَ، الذي فيه يتمُّ وحيُ الله العلي بكاملِهِ (راجع 2كور1: 30؛ 3: 16؛ 4: 6)، بعد أن كمَّلَ وأعلن بنفسِهِ البشارةَ التي كان الأنبياءُ قد وعدوا بها، أَمَرَ رسلَهُ وأعطاهم المواهبَ الإلهيَّة ليكرزوا بها على الجميعِ يُنبوعًا لكلِّ حقيقةٍ خلاصيّةٍ ونظامٍ أخلاقي. ولقد تحقَّقَ ذلك بكلِّ أمانةٍ إمّا عن يَد الرسلِ الذين لم تكن كرازتهم الشفويّة ومثالهم ومؤسّساتهم سوى نتيجةً لأقوالِ الرّب يسوع المسيحِ أو لصُحبَتِه أو لأعماله أو لِما تعلَّموه بوحيٍ من الرُّوح القُدُس الذي به دوَّنوا بشارةَ الخلاص. بَيد أنَّ الرسلَ تركوا خلفاء لهم الأساقفة “وسلَّموهم مكانتهم التعليميّة” لتظلَّ البشارةُ دائمًا تامّةً وحيّةً في الكنيسة. بناءً عليهِ أصبح التقليدُ المقدّسُ والكتابُ المقدّس في عهدَيه بمثابةِ مِرآة تتأمّل فيها الكنيسة، في غُربتها على الأرض، في الله الذي يَمنحها كلَّ شيء إلى أن تَصِلَ إلى معاينته كما هو وجهًا لوجه (راجع 1يو3: 2). هذا التقليدُ الذي استلمناه مِن الرُّسل يتقدَّم في الكنيسة بمعونةِ الرُّوح القدس. فإدراكُ الأمورِ والأقوال المنقولة يَنمو إمّا بتأمُّلِ المؤمنين الذين يُردِّدونها في قلوبهم ودراستهم (راجع لو2: 19و51)، وإمّا بتبصُّرِهِم الباطنيّ في الأمور الروحيّة التي يختبرون، وإمّا بكرازةِ أولئك الذين تسلَّموا، مع الخلافةِ الأسقفيّة، الموهبةَ الثابتةَ لتعليمِ الحقيقة. أي أنَّ الكنيسةَ تتوق باستمرارٍ، على مَرِّ الأجيال، إلى كمالِ الحقيقةِ الإلهيّةِ، إلى أن تَتمَّ فيها أقوال الله.
maronite readings – rosary.team