الاثنين، ١٧ يوليو : القدّيس غريغوريوس النزيانزيّ
في الحال بعد عمادك، ستقف أمام المعبد الكبير، دلالةً منك على مجد العالم الآتي. إنّ نشيد المزامير الذي سيستقبلك هو بمثابة تمهيد للتسابيح السماوية. والمصابيح التي ستُشعلها تُنبئ بموكب الأنوار هذا الذي سيقود إلى حاضرة العَريس نفوسَنا العذراء والمتألّقة، وهي مزوّدة بمصابيح الإيمان المتلألئة. فلْنَحذر ألّا نستسلم للنّعاس، بدافع الطّيش، خوفًا من أنّ الذي ننتظره يحضر على حين غفلة، من دون أن نكون قد رأيناه آتيًا. ولا نبقى من دون مؤونة زيت وأعمال حسنة، خشية أن يتمّ إقصاؤنا من ردهة العرس… فالعريس سوف يدخل بعجلة كبيرة. والنّفوس العاقلة سوف تدخل معه. الأخرى، وهي منهمكة كل الانهماك في تجهيز مصابيحها، لن تجد وقتًا للدّخول وتُترَك خارجًا وسط النّحيب. فهي ستدرك بعد فوات الأوان ماذا خسرته بطيشها… وهذه النّفوس سوف تشبه أيضًا أولئك المدعوّين الآخَرين إلى حفل عرس يقيمه أب نبيل على شرف عريس نبيل، وهم يرفضون المشاركة فيه: الواحد، لأنّه اتّخذ زوجة للتّو؛ والآخَر، لأنّه اشترى حقلًا للتّو؛ والثالث لأنّه اقتنى زوجًا من الثيران (راجع لو 14: 18 وما يليها)… إذ إنّه ما من مكان في السّماء للمتكبّر والطّائش، للإنسان الّذي لا يضع عليه لباسً لائقًا، ولا يرتدي لباس العرس (راجع مت 22: 11)، حتى لو ظنّ نفسه، على الأرض، أهلًا للرّوعة السماويّة، وأدخل نفسه خلسةً في مجموعة المؤمنين متوهّمًا بآمال زائفة. ماذا سيحدث فيما بعد؟ يعرف العريس ما سوف يعلِّمُنا إيّاه عندما نصبح في السّماء، وهو يعرف أي علاقات يبنيها مع النّفوس التي تكون قد دخلت معه إليها. أعتقد أنّه سيعيش برفقتها، وأنّه سيعلّمها الأسرار الأكثر كمالًا والأكثر طهارة.
maronite readings – rosary.team