الاثنين، ١٧ يونيو : القدّيس أفرام السريانيّ
“وأَيَّ بَيتٍ دَخَلتُم، فقولوا أَوَّلاً: السَّلامُ على هذا البَيت” (لو10: 5) وذلك لكي يدخل الربّ بنفسه ويقطن فيه تمامًا كما حلّ في أحشاء مريم… هذا السلام هو سرّ هذا الإيمان الذي يشعّ في العالم؛ فمن خلاله تخمد نار الحقد وتتوقّف الحروب ويحبّ الناس بعضهم بعضًا. كان تأثير هذا السلام متخفّيًا وراء حجابٍ على الرغم من التصوّر المسبق لسرّ قيامة الربّ من بين الأموات… التي تحلّ مع كلّ بزوغ فجر واضمحلال ظلام. منذ اللحظة التي أرسل يسوع رسله للمرّة الأولى، بدأ الناس بإعطاء هذا السلام وبتلقّيه، فهو منبع كلّ شفاء وبركة. هذا السلام، ذات القوّة الخفيّة، كافٍ تمامًا للناس. من أجل ذلك أرسله ربّنا عبر رسله لكي يحقّق السلام ويحضّر لهم الطريق أمامهم. لقد زُرِع هذا السلام في كلّ المنازل، ودخل إلى كلّ من أصغى إليه لكي يُمَيِّز أولاده الذين تعرّف إليهم ويضعهم جانبًا. لقد مكث هذا السلام في داخلهم، غير أنّه ينكر كلّ من هم غرباء إذ إنّهم لم يستقبلوه. تحيّة السلام هذه لا تنضب، فهي تنبع من الرسل إلى إخوتهم، كاشفة كنوز الربّ اللامتناهية. فهي حاضرة في أولئك الذين يعطونها وبأولئك الذين يستقبلونها على حدّ سواء، بشارة السلام هذه لا تخضع لا للتقليل ولا للانقسام. وهي تعلن من عند الآب بأنّه قريب من الجميع وفي الجميع؛ وتكشف من رسالة الابن أنّه قريب بكليّته من الجميع وإن كان هدفه الأخير الجلوس من عن يمين أبيه. لا تنكفّ عن الإعلان بأنّ الوحي اكتمل من الآن فصاعدًا وبأنّ الحقيقة طردت الظلمات.
maronite readings – rosary.team