الاثنين، ١٨ أبريل : القدّيس لاوُن الكبير
دعونا لا ننجرّ خلف مشهد الأمور الدنيويّة؛ ولا تصرفنَّ خيرات الأرض أنظارنا عن السماء. فلننظر إلى ما هو لا شيء تقريبًا على أنّه أمر مضى؛ ولتكن روحنا المتعلّقة بما يجب أن يدوم، مركّزة رغبتها على المواعيد الأزليّة. وعلى الرغم من أنّه “في الرَّجاءِ نِلْنا الخَلاص” (رو 8: 24)، وعلى الرغم من أنّنا ما زلنا في جسد عرضة للفساد والموت، إلاّ أنّه يمكننا أن نؤكّد أنّنا نعيش خارج الجسد، إذا أفلتنا من قبضة أهوائه. لا، نحن لم نعد نستحقّ اسم هذا الجسد الذي أسكتنا نداءاته… فليعرف شعب الله أنّه “خلقٌ جديدٌ في المسيح” (راجع 2كور5 :17). وليفهم جيّدًا مَن اختاره، ومَن اختار هو نفسه. فلتتحاشَ الخليقة الجديدة أن تعود إلى تقلّب حالتها السابقة. ولا يتوقفنّ عن العمل ذلك الذي “يَضَعُ يَدَه على المِحراث” (لو 9: 62)، وليسهر على البذور التي زرعها، ولا يلتفتنّ إلى ما تركه خلفه. ولا يعودنَّ أحد ويقع في الحضيض الذي ارتفع عنه. لكن في حال بقي أحد راقدًا نتيجة مرض ما بسبب ضعف الجسد، فليتّخذ القرار الحازم بالشفاء وبالنهوض بنفسه. هذا هو طريق الخلاص؛ هذه هي الوسيلة للتشبّه بالقيامة التي بدأت في المسيح… فلتبتعد أقدامنا عن الرمال المتحرّكة لتطأ الأرض الصلبة، لأنّه مكتوب: “الرَّبّ يُثَبِّتُ خَطَواتِ الإِنْسان وعن طَريقِه يَرْضى. إِذا سَقَطَ فلا يَبْقى صَريعًا لأنَّ الرَّبَّ آخِذٌ بِيَدِه.” (مز37: 23-24). أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، احفظوا هذه الأفكار في ذهنكم، لا للاحتفال بعيد الفصح فحسب، بل لتقديس حياتكم كلّها.
maronite readings – rosary.team