الاثنين، ١٨ يوليو : القدّيس هيلاريوس
ما هو “صوت التسبيح” (راجع مز 66[65]: 8) الذين يجب إسماعه؟ هذا هو بالتأكيد: “هو الّذي جَعَلَ في الحَياةِ نُفوسَنا” (مز 66[65]: 9)، نفوس المؤمنين؛ لأنّ الله قد أعطى الثبات والمثابرة في إعلان الإيمان إلى وعظ الرسل واعتراف الشهداء، فاجتازت البشارة بملكوت السماوات الأرضَ في كلّ اتجاه كما لَو بخطىً سريعة. في الواقع، انتشرت رسالتهم “كَلمات إِلى أَقاصي الدُّنْيا بَيِّنة” (مز19[18]: 5). وفي مكان آخَر، يُعلِنُ الرُّوح القدس مجد هذا السباق الروحيّ: “ما أَجمَلَ على الجِبالِ قَدَمَيِ المُبَشِّر المُخبِرِ بِالسَّلامِ المُبَشِّرِ بِالخَير المُخبِرِ بِالخَلاص” (إش 52: 7). هذا هو إذًا صوت التسبيح لله الّذي يجب إسماعه في إعلان البشارة، وفق شهادة صاحب المزمور: “هو الذي جَعَلَ في الحَياةِ نُفوسَنا ولم يُسلِمْ إِلى الزَّلَلِ أَقْدامَنا” (مز 66[65]: 9). في الواقع، لم يسمح الرسل لمخاوف التهديدات البشريّة بتحويلهم عن سباق بشارتهم، وصلابة خطواتهم الثابتة بقوّة لم تدع أحدًا يبعدها عن طريق الإيمان… ومع ذلك، بعد أن قال: “لم يُسلِمْ إِلى الزَّلَلِ أَقْدامَنا”، يضيف صاحب المزمور: “أَللَّهُمَّ لقَدِ اْمتَحَنتَنا وتَمْحيصَ الفِضَّةِ مَحَّصتَنا” (مز 66[65]: 10). هذه العبارة التي تبدأ بصيغة المفرد، تختصّ إذًا بكثيرين. لأنّ الرُّوح واحد وإيمان المؤمنين واحد، وفق ما قيل في سفر أعمال الرسل: “كانَ جَماعَةُ الَّذينَ آمَنوا قَلبًا واحِدًا ونَفْسًا واحِدة” (أع 4: 32)… ولكن ماذا تعني هذه المقارنة: “تَمْحيصَ الفِضَّةِ مَحَّصتَنا”؟ أعتقد أنّه، إذا محّصنا الفضة، فذلك فقط من أجل فصل الزغل الملتصق بالمادّة الخام…. لذلك عندما يختبر الله الذين يؤمنون به، فهذا لا يعني أنّه يجهل إيمانهم، بل لأنّ “الثَّباتَ يَلِدُ فَضيلةَ الاختبار” كما يقول بولس الرسول (رو 5: 4). يُخضعهم الله للاختبار، لا ليعرفهم، بل ليقودهم إلى ممارسة الفضيلة. وهكذا، بعد أن يكونوا قد تطهّروا بالنار وتخلّوا عن كلّ ما يتعلّق برذائل الجسد، يستطيعون أن يتألّقوا من توهّج براءة أظهرت أهمّيّتها.
maronite readings – rosary.team