الاثنين، ١ يناير : القدّيس كيرِلُّس
إنّه لتقليد عند اليهود أن يحتفلوا بختان الجسد في اليوم الثامن… فالرّب يسوع أعطانا فكرة الختان الروحي من خلال هذه الكلمات: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم…”. إنّ قيامة الرّب يسوع المسيح هي صورة عن قيامتنا المزدوجة، أي قيامة الجسد وقيامة النفس. من خلال ختانه، علّمنا الرّب يسوع المسيح أنّ طبيعتنا في هذه الحياة يمكن أن تُطهَّر من دنس الخطايا من خلاله فقط؛ كما أنّه في اليوم الأخير، يجب تحرير هذه الطبيعة من فساد القبر. ولإطاعة تعاليم الشريعة، أخذ الربّ في اليوم نفسه الاسم الذي اختير له: فقد “سُمِّيَ يسوع”. هذا الاسم يعني المخلِّص، لأنّه وُلِدَ من أجل خلاص العالم كلّه، هذا الخلاص الذي كان ختان يسوع صورة عنه وفقًا لما قاله بولس الرسول لأهل كولوسي: “وفيه خُتِنتُم خِتانًا لم يَكُنْ فِعْلَ الأيدي، بل بِخَلْعِ الجَسَدِ البَشَرِيّ” (كول 2: 11). ففي يوم ختانه، أُعطيَ اسمه وفقًا للتقليد القديم. إنّ اسم يسوع المجيد الذي يستحقّ كلّ تمجيد، هذا الاسم الذي يفوق كلّ الأسماء، يجب ألاّ يختاره البشر؛ لذا، أضاف الإنجيلي قائلاً: “كما سَمَّاهُ الـمَلاكُ”. إنّ المختارين أنفسهم يفرحون لمشاركتهم في مجد هذا الاسم من خلال ختانهم؛ فكما يأخذ المسيحيّون اسمهم من اسم الرّب يسوع المسيح، هكذا يطلق عليهم اسم “المخلَّصون” من اسم “المخلِّص”، هذا الاسم الذي أعطاهم إيّاه الله، ليس فقط قبل أن يولدوا بالإيمان ضمن الكنيسة، بل قبل كلّ الدهور.
maronite readings – rosary.team