الاثنين، ٢٢ يناير : القدّيس بونافَنتورا
قبل موته بسنتين…، فهم فرنسيس أنّه بعد أن اقتدى بنشاط الرّب يسوع المسيح في حياته، كان عليه أن يتشبّه به أيضًا… في آلامه. لم يَخَف، لكنّه…، صلّى ذات صباح بشعور ملائكي شديد مأخوذًا بالله ومتحوّلاً بالنّعمة نحو ذلك الذي أراد أن يصلب “لِحُبِّه الشَّديدِ الَّذي أَحَبَنَّا بِه” (أف2: 4). وكانت صلاته ذلك اليوم عند سفح جبل يعرف بجبل ألفيرنا؛ كان ذلك قرابة عيد ارتفاع الصليب المقدّس. وإذا به هناك يرى ملاكًا ينزل من أعلى السماء بأجنحته الستّة المشعّة مثل النار. بتحليق سريع، وصل السيرافيم قرب المكان الذي كان يقف فيه رجل الله، بينما ظهر بين الأجنحة رجل مصلوب، مشدود اليدين والرجلين ومعلّق على صليب… هذا الظهور أغرق فرنسيس في ذهول عميق، بينما كان الحزن والفرح يمتزجان في قلبه. ابتهج بالنظرة المُحبّة التي شعر بأنّ الرّب يسوع المسيح خصّه بها حينما ظهر له على شكل سيرافيم، لكنّ هذا الصلب نفذ في نفسه بمزيج من الألم والرحمة “كالسّيف” (راجع لو2: 35). أغرقه هذا الظهور السرّي للغاية في ذهول شديد، لأنّه كان يعرف أنّ آلام الرّب يسوع المسيح لا يمكنها أبدًا أن تصيب ملاك السيرافيم، الذي هو نفس أزليّة. فَهِمَ في النهاية، بفضل أنوار السماء، لماذا أرسلت له العناية الإلهيّة هذا الظهور: فليس عذاب جسده مَن سوف يحوّله ليتشبّه بالمسيح مصلوبًا، إنّما المحبّة التي تلهب قلبه هي التّي سوف تقوم بذلك.
maronite readings – rosary.team