الاثنين، ٢٣ أكتوبر : التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
المسيح كلمة الكتاب المقدّس الوحيدة: عندما يتنازلُ الله في صلاحه ويُكاشفُ البشرَ بنفسه يكلّمُهم بكلمات بشريّة: “وهكذا فإنّ كلام الله، وقد عبّرَتْ عنه ألسنة بشريّة، صار شبيهًا بكلام البشر، كما أنّ كلمة الآب الأزلي، عندما تلبَّس بوهن جسدنا صار شبيهًا بالبشر”. في جميع أقوال الكتاب المقدّس لا يقول الله إلاّ كلمة واحدة، كلمته الوحيد الذي يقول فيه كلّ ما هو (عب1: 1-3): “اذكروا أنّ كلمة الله الواحدة هي نفسها تنتشرُ في جميع الكتابات المقدّسة، وأنّ كلمة الله الواحد هو نفسه يدوّي على ألسنة جميع كتّاب الوحي. هو الذي كان في البدء الله عند الله، ولم يكن من ثمَّ بحاجة إلى مقاطع تعبيريّة لكونه خاضع للزمن” (القدّيس أوغسطينُس). ولهذا، فالكنيسة قد أحاطَتْ دومًا الكتب الإلهيّة بالإجلال الذي تُحيطُ به أيضًا جسد الربّ. وهي لا تفتأ تقدّم للمؤمنين خبز الحياة من على مائدة كلمة الله وجسد المسيح (الوحي الإلهيّ 21). في الكتاب المقدّس، تجدُ الكنيسة على الدوام غذاءها وقوّتها، إذ إنّها لا تتلقّى فيه كلمة بشريّة وحسب، بل تتلقّاه هو في حقيقته، أي كلمة الله (1تس2: 13). “ففي الكتب المقدّسة يبادرُ الآب الذي في السماوات، بحنوٍّ عظيم، إلى لقاء أبنائه والتحادث معهم” (الوحي الإلهيّ 21). الله هو واضع الكتاب المقدّس. “إنّ الحقيقة الموحى بها إلهيًّا، التي تحتويها وتقدّمها أسفار الكتاب المقدّس قد دوّنت فيها بإلهام من الروح القدس” (الوحي الإلهيّ 11)… ومع ذلك، فليس الإيمان المسيحيّ “دينَ كتاب”. إنّ المسيحيّة هي دينُ “كلمة” الله، “لا دينُ كلمة مكتوبة وخرساء، بل دينُ الكلمة المتجسّد والحيّ” (القدّيس برنردس). ولكيلا يبقى الكتاب المقدّس حرفًا ميّتًا، لا بدّ للمسيح، كلمة الله الحيّ الأزليّة، من أن يفتح، بالرُّوح القدس أذهاننا على فهم الكتب (لو 24: 25).
maronite readings – rosary.team