الاثنين، ٢٥ ديسمبر : القدّيس بونافَنتورا
وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ من حكم أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ خيّم على المسكونة سلامٌ عامٌ طمأن بهدوئه الصامت أوقاتًا عصيبة سادت حتى آنه، ما سمح لهذا الأمير بإصَدار أَمْرٍ مِنه بِأَنْ يُكْتَتَبَ “جَميعِ أَهلِ الـمَعمور”. وكان بفعلٍ من العناية الإلهية أن يصطحب يوسف، خِطّيب العذراء الصبيّة سليلة الملوك، إلى مدينة بيت لحم وَهِيَ حُبْلَى. وها أن “ملك السَلام” (راجع 1أخب 22: 9) وُلِد بعد تسعة أشهر من الحمل به، وقد خرج من رحم العذراء “كالعَريسِ الخارِجِ مِن خِدرِه” (مز 19[18]: 6). وولادته لم تُغيّر في بتولية والدته كما أن الحَمْل به تمّ دون أن يكون للرّغبة مكان. وهو بسبب محبتّه افْتَقَرَ لأجلنا ووُلِد صغيرًا وإن كان ذا سلطانٍ وغنى عظيمين (راجع 2كور 8: 9)، وهو لأجلنا وُلِد فِي نُزُلٍ وليس فِي الْمَنْزِلِ، ورضِيَ أن يُلّف بأقمطة بالية، وأن يتغذى بحليب العذراء، وينام في مذودٍ بين ثورٍ وحمار. وهكذا تحقق لنا يوم الخلاص الجديد، ويوم تصحيح الأيام القديمة ويوم الفرحة الأبدية: وبذلك أصبحت السماوات في المسكونة جمعاء حلوة كالعسل. يا نفسي قبّلي الآن هذا المزود السماوي، فتُلامس شفاهك أقدام الطفل المقدّس فتُضاعفي قبلاتك. ثم تأمّلي في ذهنك مجددًا حراسة الرُعاة وظهور جُمْهُور الْجُنْد السَّمَاوِيِّ وشاركي في الترانيم السماوية وسبّحي بملء الفمّ والقلب: “المَجدُ للهِ في العُلى! والسَّلامُ في الأَرضِ لِلنَّاسِ أَهْلِ رِضاه!”.
maronite readings – rosary.team