الاثنين، ٢٦ فبراير : القدّيس أوغسطينُس
كيف يكون من العالم، ذاك الذي خلق العالم؟ (راجع يو 1: 10). أولئك الذين خُلقوا بعده هم من العالم: خُلق العالم من العدم بادئ ذي بدء، ويمكن بالتالي القول إنّ الإنسان هو من العالم. أمّا بالنسبة إلى الرّب يسوع المسيح، فقد كان في البدء، ثمّ ظهر العالم. كان الرّب يسوع المسيح قبل العالم: فقبله، لا شيء، لأنه “في البَدءِ كانَ الكَلِمَة وبِه كانَ كُلُّ شَيء وبِدونِه ما كانَ شَيءٌ” (يو 1: 1+3). لهذا السبب، كان من عَلُ. من عَلُ؟ من الجوّ؟ كلا؛ العصافير هي التي تطير في الجوّ. من السماء التي نراها؟ أيضًا كلا: الشمس والقمر والنجوم تدور في الفضاء. من جيش الملائكة؟ لا تصدّقوا ذلك: فهو خلق الملائكة لأنّه خلق كلّ شيء (راجع يو1: 3). فكيف إذًا يكون الرّب يسوع من عَلُ؟ إنّه من الآب نفسه. لا شيء يفوق هذا الإله الذي ولد الكلمة المساوي له، والمشارك في الأبديّة معه، الابن الوحيد، المستقلّ عن الزمن، الكلمة الذي كان عليه من خلاله أن يخلق الأزمنة كلّها. لتفهم كيف أنّ المسيح هو من عَلُ، يجب أن ترتفع بالفكر فوق كلّ ما أُنجِز، فوق المخلوقات كلّها، فوق الكائنات الماديّة كلّها، فوق الأرواح المخلوقة كلّها، فوق الأمور كلّها القابلة للتغيير. ارتفع فوق هذا كلّه، كما ارتفع يوحنّا للتمكّن من قول العبارة التالية: “في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله” (يو 1: 1)
maronite readings – rosary.team