الاثنين، ٢٧ نوفمبر : الكاردينال شارل جورنيه
كان الربّ يسوع يكلّمُ الجموع؛ بعضهم لم يكن يفهمْ وكانوا يجادلون. وقالت امرأة: “طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا” (لو 11: 27) امرأة تصرخ تلك الأشياء، يا للرّوعة! إنّه الشعب بما يمتلكُ من أصالة وعمق! في تلك اللّحظة، قال الرب يَسُوع: “بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها”. فهو أراد الهروب من حصار العائلة هذا، ما ندعوه اليوم “تطويق المجموعات”. ففي البلاد الجبليّة أو الريفيّة، الروابط العائليّة متينة للغاية وتشبه القبائل الصغيرة. وقد أراد الربّ يسوع أن يبتعد عنها. وحين قيل له: “إِنَّ أُمَّكَ وَإِخْوَتَكَ وَاقِفُونَ في الخَارِجِ يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْك. فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُم: إِنَّ أُمِّي وَإِخْوَتي هُمْ هؤُلاءِ الَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا” (لو 8: 20 – 21). فهو كان يؤسّس مجتمعًا عابرًا للطبيعة، مجتمعًا لا يقوم على تقارب الحساسيّات والأوضاع الاجتماعيّة المتعلقة بالطبقة وبالأصل. لا، إنّه شيء آخر. لقد قال لهذه المرأة: “إِنَّ أُمِّي وَإِخْوَتي هُمْ هؤُلاءِ الَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا”. ولكن، هذه المرأة كانت قد سمعت كلمة الله بما أنّها قالت له: ” طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا” (راجع لو 8: 19 – 21 و11: 27 – 28). وليس هذا بتأنيب وجّهه الربّ يسوع لها، بل على العكس من ذلك، إنّه تأكيدٌ إذْ يقول: طوبى لكِ إذ فهمتِ أنّ هناك أمرًا أعظم من العلاقات العائليّة، أمرًا يُعطي النور للعلاقات العائليّة حين يتمّ قبولها. ولكنّه أمرٌ من نوعٍ آخر. إذًا! هذه هي الأمور الّتي أُعلِنَت لنا والّتي فهمها القدّيسون وعاشوا وفقًا لها.
maronite readings – rosary.team