الاثنين، ٢٨ نوفمبر : عظة يونانيّة من القرن الرابع
فقالت مريم: “تعظّم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلّصي… عَضَدَ إسرائيل فَتاهُ ذاكِرًا رَحمَتَه، كما قالَ لآبائِنا، لإِبراهيمَ ونَسْلِه لِلأَبد” (لو 1: 54). أتَرَونَ كيف أنّ العذراء تفوق كمال الآباء الأقدمين وتؤكّد على العهد الّذي أقامه الله مع ابراهيم، عندما قال له: “وَيكونُ ذلك عَلامَةَ عَهْدٍ بَيني وبَينَكم”؟ (تك17: 11)… ونشيد هذه النبوءة هو النشيد الّذي تخاطب به والدةُ الله القدّيسة اللهَ عندما تقول: “تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي… لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُمورًا عَظيمة، قُدُّوسٌ اسمُه. عندما جعلني أمّ الله، حفظ بتوليّتي. وفي أحشائي يجتمع ملء الأجيال كلّها ليتقدّس فيها. فهو بارك كلّ الأجيال، رجالاً ونساءً وشبابًا وأطفالاً وشيوخًا”… “حَطَّ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء”… الوضعاء، والوثنيّون الجياع إلى البِرّ (راجع مت 5: 6) قد ابتهجوا. عندما أظهروا تواضعهم وجوعهم لله، وعندما طلبوا كلمة الله كما طلبت الكنعانيّة فُتات الخبز (راجع مت 15: 27)، قد شبعوا من الغنى الّذي تعطيه الأسرار الإلهيّة. لأنّ كلّ الامتيازات الإلهيّة قد وزّعها إلهنا يسوع المسيح، ابن العذراء، على الوثنيّين. “عَضَدَ إسرائيل فَتاهُ”، ليس أيّ إسرائيل، بل فَتاهُ الّذي يكرّم مولده الرفيع. لهذا السبب تدعو أمُّ الله هذا الشعب ابنها ووريثها. لمّا وجد الله أنّ هذا الشعب مُتعَب من الحَرف ومُرهَق من الشريعة، دعاه إلى النعمة. وبإعطائه هذا الاسم لإسرائيل، فهو يرفعه، “ذاكِرًا رَحمَتَه، كما قالَ لآبائِنا، لإِبراهيمَ ونَسْلِه لِلأَبد”. إنّ هذه الكلمات القليلة تختصر سرَّ خلاصِنا كلَّه. وحين شاء الرّب يسوع المسيح أن يخلّص البشريّة وأن يَختُمَ العهد القائم مع آبائنا، عندئذٍ “أَمالَ السَّمَواتِ ونَزَل” (مز18[17]: 10). وهكذا تجلّى لنا، واضعًا نفسه في متناولنا، لكي نستطيع أن نراه ونلمسه ونسمعه يتكلّم.
maronite readings – rosary.team