الاثنين، ٢٩ أبريل : القدّيس أمبروسيوس
أيّها الإخوة، فَلنَهتدِ: لنَنتَبه كي لا يحدث بيننا شجار على الأولويّة فنخسر. فإذا كان قد “وَقَعَ بَينَ الرُّسلِ جِدالٌ في مَن يُعَدُّ أَكبَرَهم” (لو 22: 24)، فليس ذلك عذرًا لنا؛ بل تلك دعوة كي نَتنبَّه. لقد اهتدى بطرس، بالتأكيد، يوم لبّى نداء الربّ الأوّل، ولكن مَن يمكنه القول إنّ اهتداءه قد حدث بومضة؟ لقد أعطانا الربّ المثل: نحن نحتاج إلى كلّ شيء؛ أمّا هو، فليس بحاجة إلى أحد؛ بيد أنّه أظهر نفسه معلّمًا للتواضع عندما قام بخدمة تلاميذه… أمّا بالنسبة إلى بطرس، فقد كان مندفعًا بروحه دون شكّ، إنّما كان ضعيفاً في جسده (راجع مت 26: 41) وقد أخبره الرّب مسبقًا بأنّه سوف ينكره. قد نجد مَن يقتدي بآلام الرّب، إنّما لا نستطيع أن نجد أشخاصًا متساوين معه. لذا، لا ألوم بطرس كونه أنكر الربّ؛ بل أهنّئه على بكائه. لا ألومه لأنّ الإنكار هو من صلب طبيعتنا المشتركة؛ أمّا البكاء، فهو علامة فضيلة وقوّة داخليّة… وإن عذرناه، فهو لم يعذر نفسه… لقد فضّل أن يلوم نفسه على خطيئته، وأن يبرّر ذاته بالاعتراف بها، على أن يزيد من خطورة خطيئته بعدم الاعتراف بها. وبكى… أقرأ أنّه بكى، ولا أقرأ أنّه اختلق الأعذار. فمَن لا يمكنه أن يدافع عن نفسه، يمكنه أن يغتسل؛ على الدموع أن تغسل النواقص التي نخجل من إعلانها جهارًا… الدموع تُقرّ بالخطأ بدون جزع… الدموع لا تطلب الغفران، بيد أنّها تحصل عليه… حسنة هي الدموع التي تغسل الخطأ! فهي قد سالت بفعل نظرة الرّب يسوع. لقد أنكر بطرس مرّة أولى ولم يبكِ، لأنّ الرّب يسوع لم ينظر إليه. أنكر مرّة ثانية، ولم يبكِ، لأنّ الربّ لم يكن قد نظر إليه بعد. أنكر مرّة ثالثة، “فالتَفَتَ الربُّ ونظَرَ إلى بُطرُس، فتذَكَّرَ بُطرُسُ كَلامَ الربِّ فخَرَجَ مِنَ الدَّارِ وبَكى بُكاءً مُرًّا”… أنظر إلينا أيّها الربّ يسوع، كي نتعلّم أن نبكي خطيئتنا.
maronite readings – rosary.team