الاثنين، ٢ يناير : آدم دو بيرسين
فليقترب كلّ ذي جسد، اليوم، من كلمة الله المتجسّد لنلقي عنده كل ما هو من الجسد ونتعلّم منه رويداً رويداً العبور من الجسد إلى الرّوح. فلنقترب إذاً اليوم، لأن شمساً جديدة سطعت أكثر ممّا هو معتاد. لأن الرّب يسوع قد أتى اليوم إلى هيكل الرّب في أورشليم ليُقدّم للرّب أمام كثير من النّاس بعد أن كان -حتّى تلك السّاعة- موجوداً في مغارة بيت لحم ومعروفٌ من عدد قليل من النّاس فقط. حتّى تلك السّاعة كنتِ يا بيت لحم تفرحين بمفردكِ بالنّور الّذي أعطي للجميع؛ وكنت فخورة بتلك الميزة الفريدة وقد كنت تستطيعين منافسة الشّرق بنورك الّذي كان أقوى من نور شروق الشمس. لا بل أكثر من ذلك بالإمكان القول إن كمّية النّور الّتي كانت لديك في المغارة أكثر بكثير مما تستطيع شمس العالم من أن تعطيه حين تشرق. لماذا كنت تُخبّئين بأنانيّة تلك الأشعّة التي أرادها الرّب للعالم أجمع. فقد أظهرتِها لبعض الرّعاة فقط؛ وبالكاد استقبلت رجالاً ثلاثة أتوا من المشرق إلى مغارة النّور الجديد. أمّا اليوم، فقد انطلقت الشّمس الحقيقية لتنير ظلمات هذا العالم… اليوم يُقدّم في هيكل أورشليم ربّ الهيكل. ما أكثرهم فرحاً من يُقدَّمون إلى الله مثل الرّب يسوع المسيح، في نقاوة القلب! هؤلاء أصبحوا مستعدّين ليحتفلوا مع مريم بسرّ التّطهير… لم تكن أم الله من تطهّرت في ذلك اليوم، لأنّها لم تعرف الخطيئة قط إنّما الإنسان الخاطئ هو من يتطهّر بولادته الجديدة وتقدمة ذاته طوعيّاً لله… إنّ التّطهير الّذي حصل في ذلك اليوم هو تطهيرنا نحن بواسطة مريم… فإذا احتضنّا بإيمانٍ ثمرة أحشائها وإذا قدّمنا ذاتنا معه إلى الله في الهيكل فإن السّرّ الّذي نحتفل به سوف يطهّرنا.
maronite readings – rosary.team