الاثنين، ٣ أبريل : القدّيس كيرِلُّس
لقد أُرسِل الأنبياء مع موسى لشفاء إسرائيل؛ لكنّهم كانوا يعالجون في وسط الدموع، عاجزين عن السيطرة على الشرّ، كما قال أحدهم: “وَيلٌ لي!… قد زالَ الصَّفِيُّ عنِ الأرض ولَيسَ في البَشَرِ مُستَقيم” (مي 7: 1-2)… كبيرًا كان جرح البشريّة؛ “مِن أَخمَصِ القَدَمِ إلى الرأس لا صِحَّةَ فيه بل جُروحٌ ورُضوضٌ وقُروحٌ مَفْتوحة لم تُعالَجْ ولم تعصَبْ ولَم تُليَّنْ بِدُهْن” (إش 1: 6). كان الأنبياء المرهقون بالدموع يقولون: “مِن صِهْيونَ مَن يأتي إسرائيلَ بِالخَلاص؟” (مز14[13]: 7)… كما كان نبيّ آخر يتوسّل بهذه الكلمات: “أَمِلْ سَمَواتِكَ وانزلْ” (مز144[143]: 5). إنّ جراحات البشريّة تفوق علاجاتنا. “لأنّ بَني إسرائيلَ قد تَركوا عَهدَكَ وحَطَّموا مَذابِحَك وقَتَلوا أنبياءكَ بِالسَّيف (1مل 19: 10). لا يمكننا أن نشفي بؤسنا بأنفسنا؛ نحن نحتاج إليك كي تقيمنا. لقد استجاب الربّ لصلاة الأنبياء. لم يحتقر الآب جنسنا المريض. فقد أرسل ابنه من السماء كطبيب. “ويَأتي فَجأَةً إلى هَيكَلِه السَّيِّدُ الذي تَلتَمِسونَه، ومَلاكُ العَهدِ الذي تَرتَضونَ بِه. ها إنَّه آتٍ، قالَ رَبُّ القُوّات” (مل 3: 1). إلى الهيكل حيث رَجَموا نبيّه بالحِجارَ (راجع 2أخ 24: 21). كما قال الربّ بنفسه أيضًا: “فهاءَنَذا آتي وأَسكُنُ في وَسَطِكِ. فتَنضَمُّ أُمَمٌ كَثيرَةٌ إلى الرَّبِّ في ذلك اليَوم” (زك 2: 14-15). الآن، جئت لأجمع جميع الأمم من اللغات كلّها، لأنّه “جاءَ إلى بَيتِه. فما قَبِلَه أهلُ بَيتِه” (يو 1: 11). لقد أتيتَ؛ وماذا ستعطي الأمم؟ “حانَ أَن أَحشُرَ جَميعَ الأُمَمِ والألسِنَة، فتأتي وتَرى مَجدي. وأَجعَلُ بيَنَهم آيَةً” (إش 66: 9-10). في الواقع، وبعد معركتي على الصليب، أعطيت لكلّ واحد من جنودي أن يحمل الختم الملكي على جبينه (راجعرؤ 7: 4). قال نبيّ آخر: “أَمالَ السَّمَواتِ ونَزَل والغَيمُ المُظلِمُ تَحتَ قَدَمَيه” (مز18(17): 10). لكنّ نزوله من السَّمَوات بقي مجهولاً عند البشر.
maronite readings – rosary.team