الاثنين، ٣ يوليو : القدّيس أوغسطينُس
“إنّ شَريعةَ الرُّوحِ الَّذي يَهَبُ الحَياةَ في يسوعَ المسيح قد حَرَّرَتْكَ مِن شَريعَةِ الخَطيئَةِ والمَوت” (رو 8: 2) … يقول القدّيس بولس أنّ شريعة موسى قد أُعطِيَت لتبرهن عن ضعفنا، ” فما الشَّريعةُ إلاَّ سَبيلٌ إِلى مَعرِفَةِ الخَطيئَة” (رو 3: 20) وليس فقط للبرهان إنّما لكي تزيد هذا الضّعف، ولكي تُجبرنا على التّفتيش عن الطّبيب: إذ “حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فاضَتِ النِّعمَة” (رو 5: 20) … لماذا أذًا لم تعط الشّريعة الأولى “المَكْتوبَة بِإِصبَعِ الله” (خر 31: 18) مساندة النّعمة اللاّزِمة تلك؟ لأنّها كُتِبت “في أَلواحٍ مِن حَجَر، لا في أَلواحٍ هي قُلوبٌ مِن لَحْم”(راجع 2كور 3: 3)… إنّ الرُّوح هو الذي يكتب، لا علي الحجر إنّما في القلب. بهذا، تكون شريعة روح الحياة المكتوبة في القلب لا على الحجر؛ وشريعة روح الحياة التي هي بالرّب يسوع المسيح الذي به كان الفصح الحقّ” (راجع 1كور 5: 7-8)، قد حرّرتكم من شريعة الخطيئة والموت. هل تريدون برهانًا عن الفرق الملموس والأكيد الّذي يميّز العهد القديم عن العهد الجديد؟… اسمعوا ما قاله الرّب بلسان النّبي إرميا: “ولكِنَّ هذا العَهدَ الَّذي أَقطَعُه مع بَيتِ إِسْرائيلَ بَعدَ تِلكَ الأَيَّام، يَقولُ الرَّبّ، هو أَنِّي أَجعَلُ شَريعَتي في بَواطِنِهم وأَكتُبُها على قُلوبِهم، وأَكونُ لَهم إِلهاً وهم يَكونونَ لي شَعباً”. فإذا كانت شريعة الله مكتوبة على قلبك فإنّها لا تولّد الخوف كما حصل على جبل سيناء إنّما تفيض في نفسك عذوبة سرّية.
maronite readings – rosary.team