الاثنين، ٥ فبراير : القدّيس رافاييل أرناييز بارون
إنّ الله قد سمح بأنّ أحمِل الصّليب… فليكن مباركًا لأنّه وكما قال أيّوب: “أَنَقبَلُ الخَيرَ مِنَ اللهِ ولا نَقبَلُ مِنه الشَّرّ؟” (أي 2: 10). إنّ كلّ شيء يأتي منه: الصّحة كما المرض والخيرات الزمنيّة كما المِحَن والتّجارب؛ كلّ شيء دون استثناء هو مُرَتّبٌ بطريقة مٌثلى. إن انتفضت الخليقة في بعض الأحيان ضدّ مُخَطَّط الله، فإنّها تقترف خطيئة، لأنّ كل الأمور هي ضروريّة وكلّها مُرتّبة ترتيبًا جيّدًا، والضّحك ضروريّ كما البكاء. يمكننا أن نستفيد من كلّ شيء في سبيل كمالنا، شرط أن نرى بعين الإيمان، عمل الله في كلّ شيء وأن نبقى – كالأطفال- مستسلمين بين يديّ الآب. فإلى أين سنذهب لوحدنا من دونه؟ لا أسعى هنا إلى الانسلاخ عن المشاعر (الّتي تسبّبها لي مِحَني)، وهذا أمرٌ أكيد؛ إنّما ما يريده الله هو أن يجعل هذه المشاعر تكتمل فيّ. من أجل ذلك، هو يأخذني هنا وهناك، كما يفعل بلعبة، ويجعلني أترك في كلّ مكان قطعة من قلبي. إنّ الله عظيم ويُتِمُّ كلّ شيء بكمال! آه كم يحبّني، وكم في المقابل أبادله الشرّ! إنّ عنايته الإلهيّة غير محدودة، وعلينا الاتّكال عليها بدون تردّد.
maronite readings – rosary.team