الاثنين، ٦ مارس : القدّيس مكسيمُس الطورينيّ
لقد صُلِب المسيح ربّنا لإنقاذ الجنس البشري من طوفان هذا العالم… في العهد القديم، صنع موسى حيّة من نحاس وجعلها على سارية؛ وطلب من الشعب أن يرجو االشفاء عند رؤية هذه العلامة (راجع عد 21: 6). كانت هذه الحيّة النحاسيّة بمثابة علاج قوي جدًا ضدّ لذع الحيّات الأخرى، إلى حدّ أن كلّ لذيع كان يطلب بإيمان فينال الشفاء فورًا عند توجيه نظره إلى الحيّة النحاسيّة على السارية. لم يتردّد الربّ في التذكير بهذه الحادثة في الإنجيل حين قال: “وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان” (يو 3: 14)… إذًا، كانت الحيّة أوّل من صُلِب على يد موسى. وهذا عدل، لأنّ الشيطان كان أوّل من خطئ تحت ناظريّ الربّ (راجع تك 3)… عُلِّق على سارية، وهذا عدل، لأنّ الإنسان خُدِع بواسطة شجرة الرغبة؛ من الآن فصاعدًا، سيتمّ إنقاذه بواسطة سارية مأخوذة من شجرة أخرى… بعد الحيّة، صُلِب الإنسان بشخص المخلِّص، وذلك بدون أدنى شكّ لمعاقبة ليس المسؤول عن الإثم فحسب، بل الإثم بحدّ ذاته. الصليب الأوّل انتقم من الحيّة، والصليب الثاني انتقم من السمّ…: السمّ الذي دسّته الحيّة في الإنسان من خلال الإقناع، تمّ رذل هذا السمّ والشفاء منه… هذا ما فعله الربّ من خلال طبيعته البشريّة: هو البريء، لكنّه يتألّم؛ به، تم تعديل العصيان الناتج عن خدعة الشيطان؛ وبعد تحرير الإنسان من إثمه، حُرِّر من الموت. بما أنّ ربّنا هو يسوع الذي حرّرنا من خلال آلامه، فلنُبقِ عيوننا محدّقة إليه، ولنأمل دائمًا بإيجاد العلاج لجراحنا في هذه العلامة. إن انتشر سمّ البخل فينا، فلنحدّق إلى الصليب، فهو سيحرّرنا؛ إن خالجنا الشعور بالرغبة، هذا العقرب اللاذع، فلنتوسّل إلى الصليب، فهو سيشفينا؛ إن مزّقتنا لسعات الأفكار على هذه الأرض، فلنوجّه صلواتنا إلى الصليب وسنحيا. هذه هي الحيّات الروحيّة لنفوسنا: لنتمكّن من دوسها بأقدامنا، صُلِب الربّ. فهو قال لنا: “وها قَد أولَيتُكم سُلطاناً تَدوسونَ بِه الحَيَّاتِ والعَقارِب وكُلَّ قُوَّةٍ لِلعَدُوّ، ولَن يَضُرَّكُم شَيء”.
maronite readings – rosary.team