الاثنين، ٦ مايو : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
بعد أن علم ربّنا بمرض لعازر، قرّر أن يؤجّل شفاءه وانتظر أربعة أيّام كاملة لكي تُتاح له فرصة اجتراح معجزة أكبر من خلال إقامته من الأموات. “فَلَمّا سَمِعَ أَنّهُ مَريض، بَقِيَ حَيثُ كَانَ يَومَينِ آخَرَين”. لقد انتظر الرّب إلى حين أسلم لعازر الرّوح ووُضِع في القبر وأنتن فلا يستطيع أحدٌ بعد ذلك القول بأن لعازر لم يكن قد مات بعد وأنّه قد تظاهر بإقامته، أو القول بأن لعازر كان في غيبوبة ولم يمت ميتة حقيقيّة… “وبَعدَ ذلِكَ قَالَ لِتَلامِيذِهِ: “هَيّا نَرجِعُ إلى اليَهودِيَّة”… لا نرى مكانًا آخر في الإنجيل يُعلِمُ فيه الرّب تلاميذه مسبقًا بالمكان الذي سوف يقصدونه. لقد فعل ذلك لكونه يعرف بأنّهم كانوا يخشون على أنفسهم من هذه الرّحلة فأراد أن يَبُثَّ فيهم شعورًا كبيرًا بالخوف. “فقالَ له تَلاميذُه: رابِّي، قَبلَ قليلٍ حاوَلَ اليَهودُ أَن يَرجُموكَ، أَفَتعودُ إِلى هُناك؟”. لقد كانوا يخشون عليه وفي الوقت عينه على أنفسهم لأنّهم لم يكونوا بعد ثابتين في إيمانهم. لكنّه ذكّرهم في الحال: “أَلَيسَ النَّهارُ اثنَتَي عَشْرَةَ ساعَة؟ فمَن سارَ في النَّهار لا يَعثُر، لأَنَّه يَرى نورَ هذا العالَم”،… بمعنى أنّ مَن كان ضميره نقيًّا من أيّ جريمة لا يخاف الوقوع في أيّ فخ؛ لكن مَن يفعل الشرّ، سيعاني العواقب. دعونا إذًا لا نخاف أبدًا، لأنّنا لم نفعل أيّ شيء يستحقّ الموت. أو أنّ مَن يمشي في النور الخارجي لهذا العالم يكون في أمان تامّ؛ فكم بالحري مَن يمشي معي بشرط ألاّ يبتعد عنّي قطّ.
maronite readings – rosary.team