الاثنين، ٦ نوفمبر : القدّيس كيرِلُّس
قال الربّ: أنا متّ للجميع كي أهبَ حياتي للجميع، وحوّلتُ جسدي إلى فدية لإنقاذ أجساد الجميع. لأنّ الموت سيُغلَب بموتي، والطبيعة البشريّة التي سقطت ستقوم معي. لهذا السبب، أصبحت واحدًا منكم، أي إنسان من نسل إبراهيم كي “أكونَ مُشابِهًا لإخوَتي في كُلِّ شَيء (عب 2: 17)… في الواقع، لم يكن بالإمكان هزيمة الشيطان الذي يمتلك قوة الموت، ولا الموت بحدّ ذاته، بطريقة أخرى؛ كان يجب أن يضحّي الرّب يسوع المسيح بنفسه من أجلنا، شخص واحد فداءً عن الجميع؛ لأنّه كان فوق الجميع. لذا، قيل في المزامير إنّه قدّم ذاته من أجلنا لله الآب كذبيحة طاهرة: “لم تَشَأْ ذَبيحَةً ولا قُرْبانًا ولكِنَّكَ أَعدَدتَ لي جَسَدًا. لم تَرتَضِ المُحرَقاتِ ولا الذَّبائِحَ عن الخَطايا. فقُلتُ حينَئذٍ: هاءَنَذا آتٍ، أَللَّهُمَّ لأَعمَلَ بمَشيئَتِكَ” (مز40[39]: 7؛ عب 10: 5-7). فلنتعلّم من هذا الكلام أنّ الرّب يسوع المسيح قدّم ذاته من أجل حياة العالم: “يا أَبَتِ القُدُّوس اِحفَظْهم بِاسمِكَ”. وأيضًا: “وأُكَرِّسُ نَفْسي مِن أَجلِهمِ” (يو17: 11؛ 19)… بكلام آخر: “أنا أقدّم نفسي قُربانًا وذَبيحةً للهِ طَيِّبةَ الرَّائِحة” (تك 8: 21؛ أف 5: 2). في الواقع، وفقًا للشريعة، ما كان مكرّسًا، ما كان يسمّى مكرّسًا أو مقدّسًا هو ما كان يُقدّم على المذبح. إذًا، فقد وهب الرّب يسوع المسيح جسده لحياة الجميع؛ وفي المقابل، هو زرع حياته فينا… حين سكن كلمة الله الذي يمنح الحياة في جسدنا، أعاده إلى الخير الذي كان يمتلكه، أي إلى الحياة.
maronite readings – rosary.team