الاثنين، ٦ يونيو : القدّيس يُسطينُس
سوف نعرض لكم كيف نتكرّس للربّ، بعد أن نكون قد تجدّدنا بالرب يسوع المسيح… أولئك الذين يؤمنون بحقيقة عقيدتنا وكلمتنا، يعدون بالعيش بحسب هذه الشريعة. نحن نعلّمهم الصلاة وطلب الغفران عن خطاياهم السابقة من الله، من خلال الصوم؛ ونحن أيضًا نصلّي ونصوم معهم. ثمّ نرافقهم إلى مكان حيث يوجد ماء؛ وهناك، يتجدّدون بدورهم بالطريقة نفسها التي تجدّدنا بها. باسم الله الآب، ربّ الكون، ومخلّصنا يسوع المسيح والرُّوح القدس، يغتسلون عندئذ بالماء. بالفعل فإنّ الرّب يسوع قد قال: “ما مِن أَحَدٍ يُمكِنَه أَن يَرى مَلَكوتَ الله إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِن عَلُ”(يو 3: 3). من البديهي أنّ كلّ مَن يولد مرّة لا يمكنه العودة إلى رحم أمّه. لقد علّم النبيّ إشعيا كيف يستطيع الخاطئون المرتدّون أن يمحوا خطاياهم إذ قال: “اغتَسِلوا. تَنَقّوا. اعزِلوا شَرَّ أفعالِكُم مِن أمامِ عَينَيَّ. كُفّوا عَن فِعلِ الشرِّ. تَعَلَّموا فَعلَ الخَيرِ. اطلُبوا الحَقَّ. انصِفوا المَظلومَ. اقضوا لِليَتيم. حاموا عَنِ الأرمَلَةِ. هَلُمَّ نَتَحاجَجْ، يَقولُ الربُّ. إنْ كَانَتْ خَطاياكُم كَالقِرْمِزِ تَبيَضُّ كَالثلجِ. إنْ كانَتْ حَمراءَ كالدودِيِّ تَصيرُ كالصوفِ” (إش1: 16-18)… هذه هي العقيدة التي نقلها إلينا الرُّسل بشأن هذا الموضوع. تلقّينا الولادة الأولى بدون علمنا ونتيجة الحاجة ومن جرّاء اتّحاد والدينا… وكي لا نبقى أولاد الحاجة والجهل، بل أولاد الخيار الحرّ والمعرفة، وكي ننال بالماء الغفران على خطايانا الماضية، نستدعي في الماء أب الكون، ربّنا ومعلّمنا من أجل ذاك الذي يريد أن يولد من جديد وأن يتوب عن خطاياه. هو لا يطلق عليه اسمًا آخر، ذاك الذي يرافق طالب العماد، لأنّه لا يمكن لأحد اسناد اسم لله الذي هو فوق كلّ كلمة… إنّ حمام العماد هذا يدعى “الاستنارة”، لأنّ الذين يتلقّون هذه العقيدة، تمتلئ أرواحهم بالنور. كما أنّ ذاك الذي يقبل الاستنارة يتلقّى العماد أيضًا باسم الرّب يسوع المسيح الّذي صُلِب في عهد بيلاطس البنطي، وباسم الرُّوح القدس الذي أعلن مسبقًا على لسان الأنبياء كلّ ما يتعلّق بالرّب يسوع.
maronite readings – rosary.team