الاثنين، ٧ فبراير : كتاب الاقتداء بالمسيح من القرن الخامس عشر
إنّ للرّب يسوع أتبّاعًا كثيرين، يرغبون في ملكوته السماويّ، أمّا حاملو صليبه فقليلون. كثيرون يبتغون تعزيته، أمّا الّذين يحبّون آلامه فقليلون. كثيرون “يُجالِسُونَهُ إِلى المائِدَة” (سي 6: 10)، أمّا شركاؤه في التقشّف فقليلون. الجميع يرغبون في أن يفرحوا معه، أمّا الّذين يريدون احتمال شيءٍ من أجله فقليلون. كثيرون يتبعون الرّب يسوع إلى كَسْرِ الخُبزِ (راجع لو 2: 35)، أمّا تابعوه إلى شرب كأس الآلام فقليلون. كثيرون يُكَرِّمون مُعجزاتِه، أمّا الّذين يتَّبعونه في عَارِ الصَّليب فقليلون (راجع مت 20: 22). كثيرون يُحبّون الرّب يسوع، ما دامَت المِحَن لا تنتابُهم. كثيرون يُسبّحونه ويباركونه، ما داموا يحصلون على بعض تعزياته؛ فإن توارى الرّب يسوع وتركهم قليلاً، سقطوا في التذمّر أو في فَشَلٍ مُفرِط. أمّا الّذين يحبّون الرّب يسوع لأجله فقط، لا لأجل تعزيتهم الذاتيّة، فإنّهم يباركونه في كلّ مضايقهم وكرب قلوبهم، كما في أعظم التعزيات. وحتّى إن شاء ألاّ يعطيهم التعزية أبدًا، فَهُم، مع ذلك، يسبّحونه دائمًا، ودائمًا يبتغون شُكرَه. آه! ما أقوى حبّنا للرّب يسوع، إن كان خالصًا لا يشوبه شيءٌ من الحُبّ الذاتيّ، أو المصلحة الشخصيّة!
maronite readings – rosary.team