الاثنين، ٩ سبتمبر : القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ
يستعرض القدّيس لوقا نسب الرّب يسوع المسيح من ميلاده حتّى آدم، أي اثنان وسبعون جيلاً؛ بهذه الطريقة، ربط بين النهاية والبداية، وأوحى بأنّ الربّ اختصر بذاته جميع الأمم المنتشرة منذ آدم، وجميع اللغات وجميع الأجيال من البشر، بما في ذلك آدم نفسه. لهذا أيضًا، أطلق بولس على آدم لقب “صُورة لِلَّذي سيَأتي” (رو 5: 14)، لأنّ الكلمة، صانع الكون، قد صاغ مسبقًا في آدم تاريخَ مستقبل البشريّة الذي سيتّشح به ابن الله… إنّ الربّ، لكونه “هو البَدْءُ والبِكْرُ مِن بَينِ الأَموات” (كول 1: 18)، ولأنّه استقبل في حضنه الآباء الأوّلين، أعاد إحياءهم في حياة الله؛ أصبح هو الأوّل، مبدأ الأحياء، لأنّ آدم كان قد أصبح مبدأ الأموات… عندما بدأ لوقا في تحديد النسب من الربّ رجوعًا إلى آدم، أراد أن يشير إلى أنّ الآباء الأوّلين لم يعطوا الحياة للربّ؛ بل على العكس، فأنّ الربّ أعاد إحياءهم في إنجيل الحياة. هكذا أيضًا، حُلّت عقدة عصيان حوّاء من خلال طاعة مريم، لأنّ ما ربطته حوّاء بشكّها حلّته مريم العذراء بإيمانها. لذا، سعيًا لإيجاد الخروف الضّال (راجع مت 18: 12)، وملخِّصًا تاريخًا عظيمًا وباحثًا عمّا جبلت يداه (راجع لو 19: 10؛ تك2: 8)، كان من الضروري أن يخلّص الربّ الإنسان، أي آدم الذي خُلق على صورته ومثاله (راجع تك1: 26).
maronite readings – rosary.team