الثلاثاء، ١٠ أكتوبر : القدّيس أوغسطينُس
قال الربّ: “بَعدَ قَليلٍ لا تَرَونَني، ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ تُشاهِدونَني” (يو16: 16). ما قصده بـكلمة “بعد قليل” هو زمننا الحاضر بأكمله، الذي قال عنه يوحنّا في إنجيله: “يا بِنَىَّ، إِنَّها السَّاعةُ هي الأَخيرة” (1يو 2: 18). هذا الوعد موجّه للكنيسة جمعاء، كما هذا الوعد الآخر: “هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم” (مت 28: 20). فالربّ لن يتأخّر في تحقيق وعوده: بعد فترة قصيرة سنراه، ولن يعود لدينا أيّ تضرّع نوجّهه إليه أو أيّ سؤال نطرحه عليه، لأنّه لن يبقى لدينا أيّ شيء نطلبه أو نبحث عنه. يبدو لنا “بعد القليل” هذا وقتًا طويلاً لأنّه لا يزال يمضي؛ وما أن ينتهي، سنشعر بمدى قصره. فليكن فرحنا إذًا مختلفًا عن فرح العالم الذي قيل عنه: “العالم سيفرح”. وخلال ولادة هذه الرغبة، علينا ألاّ نتجرّد من الفرح، وكما قال بولس الرسول: “كُونوا في الرَّجاءِ فَرِحين وفي الشِّدَّةِ صابِرين وعلى الصَّلاةِ مُواظِبين” (رو 12: 12)، لأنّ المرأة التي تلد والتي شبّهنا بها الربّ، تفرح بالطفل الذي ستضعه أكثر بكثير ممّا تحزن نتيجة الآلام التي تعانيها.
maronite readings – rosary.team