الثلاثاء، ١٠ ديسمبر : يوحنّا كارباثيوس
كيف نتغلّبُ على الخطيئة عندما تكون قد استولَت علينا؟ “رُبَّ طَريقٍ يَستَقيمُ في عَينَيِ الإِنْسان، وأَواخِرُه طُرُقٌ إِلى المَوت” (أم 16: 25). لا بدّ من العنف للتخلّص من الخطيئة. لقد قيلَ في الواقع إن الإنسان يتكبّد العناء كي يخلّص نفسه من الهلاك، مجتهدًا باستمرار لتحقيق قداسة أفكاره الخاصّة. فالقانون لم يُحظِّر أبدًا كسرَ العنف بالعنف. فإذا قُمنا بعملِ عنفٍ ما – ولو ضعيفًا جدًّا – وإذا كنّا ننتظِر الآن أنْ تأتيَنا القوّة من العُلى، بينما نبقى في أورشليم (راجع لو 24: 49)، أي في الصلاة المتواصلة وعمل الفضائل الأخرى، سيحملُ هذا العمل فينا يومًا عنفًا شديدًا، عنفًا لا يعملُ كعنفِنا الضعيف للغاية. ولن تستطيع الشفاهُ البشريّة أنْ تعبّر عن هكذا عنف، قادرٍ على أن يسيطر بكلّ قوّته وأن يغلبَ أسوأ العادات وشرّ الشياطين، وأن يغلب أيضًا القوّة التي تدفعُ نفوسنا إلى فِعل الأسوأ، وأن يغلب أخيرًا حركات الجسد المضطربة. فقد قيل في الواقع: “فٱنْطَلَقَ مِنَ السَّماءِ بَغتَةً دَوِيٌّ كَريحٍ عاصِفَة” (أع 2: 2)، لطرد الشرّ الذي يجبرُنا دائمًا على الذهاب نحو الأسوأ. فلتشتعلْ دائمًا على مذبحِ روحِك، نارُ صلوات التأمّل المقدّس بكلماتِ الرُّوح، تلك الصلوات الّتي تصعد إلى الأعالي.
maronite readings – rosary.team