الثلاثاء، ١٠ سبتمبر : القدّيس أوغسطينُس
“أُوصِيكُم وَصيَّةً جَديدةً: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا”…. مَن يسمع هذه الوصيّة أو بالحري مَن يعمل بها، فهو يتجدّد بالحبّ، لا أيّ حبّ بل بالحبّ الذي حدّدَه الربّ وميّزَه عن العاطفة الطبيعيّة حينما قالَ: “كما أنا أحْبَبتُكم”. في هذا السّياق قالَ القدّيس بولس: “لِتَهتَمَّ الأعضاءُ بَعضُها بِبَعْضٍ اهتمامًا واحدًا. فإذا تَأَلَّمَ عُضوٌ تَأَلَّمَتْ مَعَه سائِرُ الأعضاء، وإذا أُكرِمَ عُضوٌ سُرَّتْ مَعَه سائِرُ الأعضاء” (1كور 12: 25-26). فهم في الحقيقة يسمعون ويعملون بهذه الكلمة: “أُوصِيكُم وَصيَّةً جَديدةً: أحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا”. لا كما يفعل الفاسقون ولا كما يفعل الذين يحبّون بعضهم لأنّهم يتشاركون بالطبيعة ذاتها، بل كما يحبّ بَعضُهم الذين هم “آلهةً” (يو 10: 35) و”أبناء العليّ” (لو 6: 35)، ليصبحوا بذلك إخوة لابنه الوحيد. أولئك الذين يحبّون بَعضُهم بعضًا لأنّه هو نفسه أحبّهم، ليوصل إلى الغاية التي تُغنيهم، حيث تُشبَع رغباتُهم بكلّ الخيرات؛ وفي الحقيقة، حين يصبح “الله كُلَّ شيءٍ في كُلِّ شيء”(1كور15: 28)، كلّ الرغبات تُشبَع… فالذي يحبّ قريبَه محبّةً طاهرةً وروحيّة، ما الذي يحبُّه فيه سوى الله؟ وهذه المحبّة التي أرادَ الله أن يميّزَها عن الميل الطبيعيّ عندما أضافَ: “كما أنا أحْبَبتُكم”. فما الذي أحبَّه فينا سوى الله نفسه. ولا كما هو فينا الآن بل كما سيكون فينا حين يصبح “الله كُلَّ شيءٍ في كُلِّ شيء”. إنّ الطبيب يحبُّ مرضاه من أجل الصحّة التي سيُعطيهم إيّاها، لا من أجل المرض. “كما أَحْبَبتُكم أَحِبُّوا أَنتُم أَيضًا بَعَضُكم بَعْضًا”. من أجل هذا أحبَّنا؛ حتّى بدورِنا نحبّ نحن أيضًا بَعضُنا البعض.
maronite readings – rosary.team