الثلاثاء، ١٠ مايو : القدّيس أنطونيوس البادوانيّ
حالما يصعد أحد إلى سفينة التوبة، يصبح البحر هائجًا جدًّا. فالبحر هو قلبنا. قال إرميا النّبي: “القَلبُ أَخدَعُ كُلِّ شيَء وأَخبَثُه فمَن يَعرِفه؟” (إر 17: 9)؛ “أَكثرَ مِن صَوتِ المِياهِ الغَزيرة، بل أَكثَرَ عَظَمَةً مِنَ البِحارِ الطَّاغِية” (مز 93[92]: 4). الغرور ينفخه، والطموح يخرجه من حدوده، والحزن يغطّيه بغيومه، والأفكار الباطلة ترمي فيه الاضطراب، والفسق والشراهة يجعلانه يزبد. أولئك الذين يصعدون إلى سفينة التوبة هم وحدهم الذين يشعرون بحركة البحر هذه، وبعنف الرياح هذا، وباهتياج الموج هذا. أولئك الذين يبقون على اليابسة لا يشعرون بشيء… حالما يشعر الشيطان بأنّ التائب يحتقره، يفجّر الفضائح ويتسبّب بالعاصفة؛ هو لا يرحل إلاّ “وهو يصرخ ويخبط خبطًا عنيفًا” (راجع مر 9: 26). “فقَامَ يسوع وزَجَرَ الرِّيحَ وقَالَ لِلْبَحْر: أُسْكُتْ! اِهْدَأْ”(مر 4: 39). قال الله لأيوب: “مَن حَجَزَ البَحرَ بِمِصراعَين حينَ اندَفَع خارِجًا مِنَ الرَّحِم؟ … وقُلتُ: إِلى هُنا تأتي ولا تَتَعَدَّى وهُنا يَقِفُ طُغْيانُ أَمواجِكَ؟” (أي 38: 8-11). إنّ الربّ وحده يستطيع وضع حدود لمرارة الاضطهاد والتجربة… حين أوقف التجربة، قال: “هُنا يَقِفُ طُغْيانُ أَمواجِكَ”. ستتنازل التجربة أمام رحمة الرّب يسوع المسيح. حين يجرّبنا الشيطان، يجب أن نقول بكلّ التقوى الموجودة في نفوسنا: “آمُرُكَ بِاسمِ يسوعَ المسيح أَن تَخرُجَ مِنّي” (أع 16: 18). “وحَدَثَ هُدُوءٌ عَظِيم”(مر 4: 39). هذا ما نقرأه في سفر طوبيا: “على أنّ مَن يعبدك، يا ربّ، يوقن أنّ حياته، إن انقضت بالمِحَن، فستفوز بإكليلها؛ وإن حلّت به شدّة، فسيُنقَذ؛ وإن عرض على التأديب، فلَه أن يرجع إلى رحمتك، لأنّك لا تسرّ بهلاكنا؛ فتلقي السكينة بعد العاصفة، وبعد البكاء والنحيب تفيض التهلّل” (طو 3: 21-22).
maronite readings – rosary.team