الثلاثاء، ١١ يونيو : بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
يخبرنا يوحنّا الإنجيلي أنّه عندما “رأَى يسوعُ نَتَنائيلَ آتِيًا نَحَوه فقالَ فيه: هُوَذا إِسرائيليٌّ خالِصٌ لا غِشَّ فيه”. هذا المديح يذكّرنا بنصّ المزمور القائل: “طوبى لِمَن… ليس في روحِه خِداع” (مز32[31]: 2)، وأثار هذا الأمر فضوليّة نَتَنائيل الذي أجاب بدهشة: “مِن أَينَ تَعرِفُني؟”. لم يكن جواب الربّ يسوع قابلاً للفهم بسرعة حيث قال: “قبلَ أَن يَدعوَكَ فيلِبُّس وأَنتَ تَحتَ التِّينَة، رأَيتُك”. نحن لا ندري ما حصل تحت التينة. لكن من الواضح أنّ هذه اللحظة كانت حاسمة في حياة نَتَنائيل. لقد تأثّر نَتَنائيل في أعماق قلبه بكلام الرّب يسوع، وشعر بأنّه يُفهَم وبأنّه قد فَهِم: هذا الرجل يعرف كلّ شيء عنّي. إنّه يعلم ويعرف طريق الحياة وأستطيع حقًّا أن أثق بهذا الرجل. وهكذا أجاب بإيمان واضح وجميل قائلاً: “راِّبي، أَنتَ ابنُ الله، أَنتَ مَلِكُ إِسرائيل”. في هذا الاعتراف، ظهرت أوّل خطوة مهمّة في طريق الانضمام إلى الرّب يسوع. لقد سلّطت كلمات نَتَنائيل الضوء على الجانب المكمّل لهويّة الربّ يسوع المسيح: لقد عرّفت عنه بعلاقته المميّزة مع الله الآب والذي هو ابنه الوحيد، كما عرّفت عنه بعلاقته بشعب إسرائيل إذ أعلنت أنّه الملك وهو صفة خاصّة بالمسيح المنتظر. يجب علينا ألاّ نغفل أيّ من هاتين الصفتين، لأنّه لو أعلنّا فقط الصفة السماويّة للرّب يسوع، نكون قد خاطرنا بكلام عن “كائن” أثيري متغيّر. وبالعكس، إذا لم نعترف إلاّ بوجوده الملموس في التاريخ، ننتهي عندها بإغفال البعد الإلهي الذي يتحلّى به بالتحديد.
maronite readings – rosary.team