الثلاثاء، ١٣ ديسمبر : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
أراد ربُّنا عبر مشاركته بالعيد، من أوسطه لا من بدايته، متباطئًا عمدًا، كما ذكر الإنجيليّ، أن يجعل اليهود أكثر تنبّهًا لتعليمه. إنّ الذين بحثوا عنه في أوّل أيّام العيد ورأوه فجأة أمام أعينهم، هؤلاء كانوا في الواقع أشدّ ميلاً للإصغاء إلى تعاليمه، على رغم اختلاف آرائهم فيه، وتعدّد مواقفهم منه، سواء اعتبروه رجلاً صالحًا أم مضلِّلاً؛ فمنهم مَن أبدى إعجابًا بتعاليمه واستفاد منها، ومنهم مَن حاول الإيقاع به والنيل منه. في أوّل أيّام العيد، يكاد الاحتفال يستحوذ كليّا على الانتباه، ولكن في الأيّام التالية عادة ما تكون الأذهان أشدّ استعدادًا للإصغاء إلى المخلِّص. وكما يوحي النّص الإنجيليّ، فإنّ الاحتفال بهذا العيد كان يدوم أيّامًا عديدة. لذا، قال القدّيس يوحنّا الإنجيليّ: “صَعِدَ يَسوعُ إِلى الهَيكَل وكانَ العيدُ قد بَلغَ إِلى أَوسَطِه فأَخَذَ يُعَلِّم “، ممّا يعني أنّ عدد أيّام العيد المتبقّية كان يعادل تلك التي سبقت. تصرّف ربّنا بهذه الطريقة ليؤكّد بذلك كلامه الذي سبق فقاله: “اصعَدوا أَنتُم إِلى العيد، فأَنا لا أَصعَدُ إِلى هذا العيد، لِأَنَّ وَقْتي لم يَحِنْ بَعْد” (يو 7: 8)، أي أنّه لن يحضر أوّل وثاني أيّام العيد، إنّما سيصل إلى أورشليم عندما يبلغ العيد إلى أوسطه. إذًا، إنّ الرّب يسوع قد صعد إلى أورشليم للإعلان عن نوره الإلهيّ أكثر منه للمشاركة بالاحتفال بالعيد. لقد صعد أهله ليتمتّعوا بالعيد، ولكن يوم العيد الفعليّ بالنسبة إلى الرّب يسوع المسيح كان ذاك اليوم الذي سيخلّص فيه العالم بآلامه.
maronite readings – rosary.team