الثلاثاء، ١٤ فبراير : كتاب أعمال الشهداء كاربُس، بابيلُس وأغاثونيس
استشهاد كاربُس في عهد الإمبراطور ديسيوس، كان أوبتيمُس حاكمًا على مدينة بِرغامُس؛ فمثل أمامه الطوباوي كاربُس، أسقف جادُس، والشمّاس بابليس من ثياتيرا، خادِمَيّ الرّب يسوع. قال الحاكم لكاربُس: – ما اسمك؟ – اسمي الأول والأنبل هو “مسيحي”. لكن اسمي المعروف بين العالم هو كاربُس. – أنت تعرف قوانين قيصر التي تفرض تقديم ذبيحة للآلهة، أسياد هذا العالم. آمرك أن تقترب وتقدّم الذبيحة. – أنا مسيحي. أعبد الرّب يسوع المسيح، ابن الله الذي جاء إلى الأرض في هذه الأزمنة الأخيرة ليخلّصنا وليحرّرنا من مكائد الشيطان. لذا، لن أقدّم ذبيحة للأوثان. – قدّم ذبيحة للآلهة، كما أمر الإمبراطور. – الموت للآلهة التي لم تخلق السماء والأرض. – قدّم ذبيحة، هذه أوامر الإمبراطور. – لا يقدّم الأحياء ذبيحة للأموات. – أتظنّ أنّ الآلهة هي من الأموات؟ – تمامًا. وهذا هو التفسير: هم يشبهون الناس، لكنّهم بلا حراك. توقّف عن تأليههم؛ وبما أنّهم لا يتحرّكون، ستأتي الكلاب والغرباء لتغطيتهم بالنفايات. – يجب أن تقدّم ذبيحة… أشفق على نفسك. – لهذا السبب بالذات، اخترت النصيب الأفضل. عند هذه الكلمات، أمر الحاكم بشنقه وبتمزيقه بالأظافر الحديديّة. استشهاد بابيلُس حينئذ، استدار الحاكم باتّجاه بابيلُس لاستجوابه: – هل أنت من طبقة النبلاء؟ – لا. – من أنت إذًا؟ – أنا مواطن. – هل لديك أبناء؟ – الكثير من الأبناء، والحمد لله. صرخ أحد من وسط الحشود: “هو يسمّي المسيحيّين أبناءه”. – لماذا كذبت عليّ بادّعائك أنّه لديك أولاد؟ – أعتبر أنّني لم أكذب، بل قلت الحقيقة: لديّ أبناء في الربّ في مدن المقاطعة كلّها. – قدّم ذبيحة أو أوضح كلامك. – أنا أخدم الربّ منذ شبابي ولم أقدّم أي ذبيحة للأوثان؛ أنا أقدّم نفسي لله الحيّ والحقيقي الذي لديه سلطان علينا نحن البشر. والآن، انتهيت من الكلام، لم يعد لديّ ما أضيفه. عُلِّق هو أيضًا على منصّة التعذيب حيث تمّ تمزيقه بواسطة الأظافر الحديديّة. تناوبت ثلاث فرق من الجلاّدين على تعذيبه بدون أن تصدر أيّة شكوى عن بابيلُس. بكلّ بَسالة، تحمّل غضب أعدائه بصمت عميق… أمر الحاكم بحرق كاربُس وبابيلُس وهما على قيد الحياة. في المدرّج، رأى المشاهدون الأقرب إلى كاربُس أنّ هذا الأخير كان يبتسم. متفاجئين بذلك، سألوه: “لماذا تبتسم؟” أجاب الطوباوي: “رأيت مجد الربّ، وأنا سعيد. ها قد تحرّرت من ظلمكم”. استشهاد أغاثونيس كانت أغاثونيس، امرأة من بين الحشود، ولمّا شهِدت مجد الربّ الذي رآه كاربُس وهو يموت، فهمت أنّ هذه علامة من السماء وما لبثت أن صرخت: “هذا العيد مُعدّ ليَ أيضا”… أنا مسيحيّة. لم أقدّم أبدًا أيّة تضحية للشياطين، فقط لله، وأنا مُستعدّة، إن كنت أستحقّ ذلك، أن أمشي على خطى معلِّمِيّ القدّيسين، فهذه هي أمنيتي الكُبرى”… فقال لها الحاكم: – قدّمي ذبيحة للآلهة ولا تُجبريني على الحكم عليك كما حكمت على من سبقك. – قم بما تُريد، أنا أتيتُ لأتعذّب باسم الرّب يسوع المسيح. أنا مُستعدّة.” فأُخِذت هي أيضًا إلى مكان الإعدام وكانت شديدة السعادة؛ وعندما جُرّدت من ملابسها، صاح الواقفون متعجّبين من جمالها واشتكوا قائلين: “ما هذا الحكم الجائر وما هذه المراسيم غير العادلة”. وعندما كانت النيران تشتعل، صرخت أغاثونيس قائلة: “يا ربّي، يا ربّي، يا ربّي، ساعدني يا ربّي يسوع المسيح، ها أنا ألتجئ إليك”. أسلمت روحها وهي تُردّد هذه الصلاة.
maronite readings – rosary.team