الثلاثاء، ١٤ مارس : القدّيس ثيوفيلُس الأنطاكيّ
على الإنسان أن يكونَ طاهرَ النفس، على غرار المرآة اللمّاعة. إذ متى صدِئَتْ المرآة، عَجِزَ الإنسان عن رؤية انعكاس وجهه. وبالتالي، طالما تملّكَتْ الخطيئة الإنسان، استحالَ عليه مشاهدة الله. لكنّكَ تستطيعُ أن تُشفى، إن رغبْتَ في ذلك. سلِّمْ نفسَكَ إلى الطبيب، وهو سيَفتحُ عيونَ روحِكَ وقلبِكَ. مَن هو الطبيب؟ إنّه الله الذي يَشفي ويُحيي من خلال الكلمة والحكمة. فإنّ الله صنعَ الكون بكلمتِه وبحكمتِه. “فبِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَوات وبِروحِ فَمِه صُنعِ كلّ جَيشِها” (مز 33[32]: 6). وإنّ حكمتَه كليّة القدرة: “فالربُّ بالحِكمَةِ أسَّسَ الأرض وبالفِطنَةِ ثبَّتَ السمَوات” (أم 3: 19). إن كنتَ تعرفُ ذلك أيّها الإنسان، وإن عِشْتَ حياةً نقيّةً ومقدّسةً وصادقةً، يمكنكَ مشاهدة الله. قبل أيّ شيء آخر، فَليَحُلّ في قلبِكَ الإيمان ومخافة الله، وستَفهمُ ذلك. حين تتَخلّى عن الحالة الجسديّة الفانية وتَلبس ثوب عدم الفساد، عندها تصبحُ جديرًا بمشاهدة الله. حينَها، يكونُ الله قد أقامَ جسدَك الذي أصبحَ خالدًا مع نفسِك. وهكذا، بعد أن أصبحتَ خالدًا، ستُشاهد الكائن الأزليّ، إن أصبحتَ تعطيه إيمانك به.
maronite readings – rosary.team