الثلاثاء، ١٤ يناير : القدّيس أنطونيوس البادوانيّ
“إِنَّ الرَّبَّ قَريب، لا تَكونوا في هَمٍّ مِن أَيِّ شيءٍ كان” (فل 4: 5-6). وتكلّم الله الآب في سفر النبّي إشعيا: ” قَرَّبتُ بِرِّي فلا يَبعُد وخَلاصي فلا يُبطِئ” – ويقصد هنا ابنه – “وسأَجعَلُ في صِهْيونَ الخَلاص ولإِسْرائيلَ يَكونُ فَخْري” (إش46: 13). وهذا ما قيل في إنجيل اليوم: “وبَينَكم مَن لا تَعرِفونَه”. إنّ “اللهَ واحِد، والوَسيطَ بَينَ اللهِ والنَّاسِ واحِد، وهو إِنْسان، أَيِ المسيحُ يسوعُ ” (1تم 2: 5)، وقد وقف الرّب يسوع المسيح مع فريق العالم لمحاربة الشيطان؛ وإذ ربح المعركة، خلّص الإنسان وصالحه مع الله الآب. ولكنّكم لا تعرفونه. “إِنَّي رَبَّيتُ بَنينَ وكَبَّرتُهم لكِنَّهم تَمرَدوا علَيَّ. عَرَفَ اكورُ مالِكَه والحِمارُ مَعلَفَ صاحِبِه لكِنَّ إِسْرائيلَ لم يَعرِفْ وشَعْبي لم يَفهَمْ” (إش1: 2-3). وكم أنّ الربّ قريب منّا! ونحن لا نعرفه! وقال لنا الربّ: “لقد ربّيتُ أولادي بدمائي، كما تُربّي الأمُّ أولادها بحليبها. ورفعتُ فوق جوقة الملائكة تلك الطبيعة البشريّة التي اتّخذتُها والتي اتّحدتُ بها”. فهل من شرفٍ أرفع من هذا يمكن للربّ أن يقدّمه لنا؟ “يا جَميعَ عابِري الطَّريق تأَمَّلوا وانظُروا هَل مِن أَلَمٍ كأَلَمي الَّذي أَصابَني” (مرا 1: 12)… لذا، “لا تَقلقوا من لا شيء” لأنّ القلق على الأمور الدُنيويّة هو الذي يُنسينا الربّ.
maronite readings – rosary.team