الثلاثاء، ١٥ أبريل : المجمع الفاتيكانيّ الثاني

إن الرّب يسوع المسيح هو نور الشعوب؛ لذلك، يرغبُ المجمع المقدَّس المُلتَئِم في الرُّوح القدس، رغبةً حارّةً في أن يستنيرَ جميع الناس بنور المسيح المُتألِّق على وجه الكنيسة، بإعلان “البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين” (مر 16: 15). إنّ الآب الأزليّ، بتدبير حكمته وجودته الحرّ والخفي، قد أبدع الكون بأسره. لقد عزَمَ أن يرفَعَ البشر ليُشرِكَهم في حياته الإلهيّة؛ ولمّا أخطأوا بآدم لم يُرخِ بهم الأيدي بل ظلّ يمدّهم دومًا بمعوناتِه الخلاصيّة، من أجل الرّب يسوع المسيح الفادي الّذي “هو صُورَةُ اللهِ الَّذي لا يُرى وبِكْرُ كُلِّ خَليقَة” (كول 1: 15). ثمّ إنّ “أُولئِكَ الَّذينَ دُعُوا بِسابِقِ تَدْبيرِه…عَرَفَهم بِسابِقِ عِلمِه و… قَضى بِأَن يَكونوا على مِثالِ صُورَةِ ابنِه لِيَكونَ هذا بِكْراً لإِخَوةٍ كَثيرين” (رو 8: 29)؛ ولقد قرَّرَ أن يدعو جميع الذين آمنوا بالمسيح كي يؤلِّفوا الكنيسة المقدّسة التي رمزَ إليها منذ بدء العالم ومهَّدَ لها بنوع عجيب في تاريخ الشعب الإسرائيلي والعهد القديم. وأُسِّسَتْ في هذه الأيّام الأخيرة فتَجلَّتْ بفيض الرُّوح القدس، وستُكَمَّل بالمجد إلى منتهى الدهور. عندئذٍ، سيَجتمع جميع الأبرار عند الآب في الكنيسة الجامعة على ما جاءَ في كتابات الآباء القدّيسين من “آدم وهابيل الصدّيق حتّى آخر مختار”.
maronite readings – rosary.team